أشاعت إيران والدول الست المعنية بملفها النووي، أجواء إيجابية بعد جولة المحادثات التي اختُتمت في فيينا أمس. وعلى رغم إعلان طهران أن ثمة «مؤشرات» إلى إمكان إبرام اتفاق نهائي يطوي هذا الملف، تواجه المفاوضات عقبة حول تخصيب اليورانيوم، ومفاعل أراك التي تصرّ إيران على رفض إغلاقه، مبدية في المقابل استعداداً ل «تبديد» مخاوف الغرب في شأنه. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون: «أجرينا مناقشات مفيدة وجوهرية، شملت قضايا بينها تخصيب (اليورانيوم) ومفاعل أراك والتعاون المدني النووي والعقوبات». وأضافت في مؤتمر صحافي مع نظيرها الإيراني محمد جواد ظريف، أن الجولة المقبلة من المحادثات بين الجانبين ستُعقد في فيينا بين 7 و9 نيسان (أبريل) المقبل. وأشار ظريف إلى «مؤشرات تفاهم ممكن يحترم حقوق الأمة الإيرانية، بالنسبة إلى المسائل الأربع»، لافتاً إلى أن الجانبين سيبدآن في جولة المحادثات المقبلة «مفاوضات من أجل صوغ اتفاق نهائي». واعتبر أن الطرفين «يقتربان من اقتراح مشترك» حول كيفية رفع العقوبات، مستدركاً أن المفاوضين «لم يتوصلوا بعد إلى فهم مشترك بالنسبة إلى مفاعل أراك» الذي يعمل بالماء الثقيل ويُرجّح أن يكون قادراً على إنتاج بلوتونيوم يُستخدم في صنع سلاح ذري. وزاد: «مفاعل أراك جزء لا يتجزأ من البرنامج النووي الإيراني وسيبقى كذلك، ولكن إذا كان ثمة قلق فيجب تبديده». وأعرب عن «تفاؤله» بإمكان إبرام إيران والدول الست اتفاقاً نهائياً بحلول 20 تموز (يوليو) المقبل. وكان عباس عراقجي، نائب ظريف، اعتبر أن «من المبكر جداً خوض مفاوضات لصوغ نص نهائي»، لافتاً إلى أن المفاوضات تتعثر خصوصاً حول تحديد «الحاجات العملية» لطهران للتوصل إلى اتفاق حول «حجم التخصيب ومداه». وذكر أن ثمة «نقاشاً في شأن سبل تبديد القلق حول مفاعل أراك، وهذا الأمر في صلب المفاوضات». ونسبت وكالة «رويترز» إلى مسؤول أميركي بارز، أن مسألة التخصيب تشكّل «فجوة ستتطلّب جهداً شاقاً للوصول إلى نقطة اتفاق». وأضاف في شأن مفاعل أراك: «نعتقد بوجوب ألا يعمل بالماء الثقيل». وأشار إلى «خيارات» في شأنه، أحدها تحويله مفاعلاً يعمل بالماء الخفيف، ما يجعله أقل قدرة على إنتاج «قنبلة». وكان ظريف لفت إلى «تغيّر سلوكيات إزاء» إيران، ما يتيح إبرام اتفاق نهائي، وكتب مقالاً في صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، ورد فيه: «خيار السلاح النووي يضرّ بأمننا، ويعرّض للخطر ميزتنا النسبية في القوات التقليدية». ورأى أن الغرب يواجه «خيارات صعبة»، وزاد: «أظهرنا مجدداً أننا نلتزم بكلمتنا، وحان الوقت الآن لأن يلتزم نظراؤنا بجانبهم من الصفقة». وشدد الرئيس الإيراني حسن روحاني، على أن بلاده «لا تريد إقلاق آخرين» في شأن برنامجها النووي، مستدركاً أنها «جزء من الدول التي تتحكّم بالتكنولوجيا النووية، وستبقى كذلك، خصوصاً في تخصيب اليورانيوم». وكان 83 سناتوراً أميركياً وجّهوا رسالة إلى الرئيس باراك أوباما، اعتبرت أن التخصيب «ليس حقاً» لإيران، ودعت إلى وجوب تضمين أي اتفاق نهائي «تفكيك برنامجها للأسلحة النووية ومنعها إلى الأبد من سلوك طريق اليورانيوم أو البلوتونيوم نحو قنبلة نووية». إلى ذلك، أوردت صحيفة «هآرتس» أن قائدين في الجيش الإسرائيلي أبلغا الكنيست رصد نحو 3 بلايين دولار من موازنة القوات المسلحة لهجوم محتمل على إيران، وأشارا إلى تعليمات من رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع موشيه يعلون بمتابعة الاستعدادات لضربة انفرادية ضدها.