أعلنت إيران أنها والدول الست المعنية بملفها النووي، أنجزت خلال جولة محادثات في فيينا اختُتِمت أمس، «نحو 60 في المئة» من قضايا اتفاق نهائي يطوي هذا الملف. لكن الغرب نبّه إلى صعوبة ردم «فجوات في مسائل حساسة». وقال مسؤول بارز في الإدارة الأميركية: «نحن جاهزون للبدء بصوغه» (الاتفاق)، لكنه شدد على عدم معرفة احتمالات نجاح المفاوضات في تسوية الخلافات. وقبل ساعات من انتهاء جولة المحادثات في فيينا، رأى مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي «وجوب مواصلة المفاوضات»، مكرراً أن «النشاطات النووية الإيرانية لن تتوقف أو تتباطأ أبداً، كما أن علاقات إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يجب أن تكون عادية، لا استثنائية». وأضاف انه وافق على المفاوضات ل «كسر الأجواء العدائية لجبهة الاستكبار ضد إيران، وانتزاع المبادرة من الطرف الآخر وإظهار الحقيقة لدى الرأي العام العالمي». وتابع أن إيران «لن تجمّد أي إنجاز نووي، ولا حق لأحد في المساومة على هذا الأمر». وحضّ المفاوضين الإيرانيين على رفض «إملاءات الطرف الآخر». في فيينا، أعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، أن المفاوضات كانت «جوهرية ومفصّلة»، مضيفة أن إيران والدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا) ستبدأ في 13 أيار (مايو) المقبل، جولة محادثات أخرى في العاصمة النمسوية. وتابعت في مؤتمر صحافي مع نظيرها الإيراني محمد جواد ظريف: «ننتقل الآن إلى المرحلة التالية من المفاوضات، وهدفها ردم الفجوات في كل المسائل الحساسة، والعمل على العناصر الملموسة لاتفاق شامل محتمل». واستدركت أن «التغلّب على الخلافات يتطلّب مقداراً كبيراً من العمل المكثف». وتلا ظريف البيان ذاته باللغة الفارسية، مضيفاً: «اتفقنا في شأن 50 إلى 60 في المئة من مسوّدة (اتفاق نهائي)، لكن الأجزاء المتبقية مهمة جداً وتشمل قضايا عدة». وزاد: «لا يمكن فرض شيء على إيران في ما يتعلق بنشاطاتها النووية». ورأى أن الأشهر الثلاثة المقبلة «تكفي لإبرام اتفاق نهائي»، مستدركاً: «ولكن إذا استمرت المفاوضات أكثر من ذلك، لن تكون كارثة ولا أمراً ليس متوقعاً». وتابع: «بُدِّدت نقاط غموض كثيرة... وما زلنا نحتاج إلى عمل جدي لتبديد خلافات». ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أميركي بارز قوله: «نوشك على بدء صوغ» اتفاق نهائي، مستدركاً: «في هذه المرحلة، لا نعلم هل سننجح في ردم الفجوات» مع طهران. ونسبت الوكالة إلى ديبلوماسي بارز قوله إن «لدى الإيرانيين والدول الست في شكل واضح، إحساساً بأهمية الوقت لإنجاز الصفقة، وندرك أن ثمة فجوات مهمة ما زالت قائمة، وأن هذه العملية لن تكون سهلة، لكننا جميعاً ملتزمون التوصل إلى (اتفاق) بحلول 20 تموز (يوليو)» المقبل. ونقلت «رويترز» عن مسؤول إيراني بارز قوله، إن بلاده تسعى إلى حماية «خطوطها الحمر في مفاوضات صعبة، وتريد صفقة تراعي حقوقها»، معتبراً أن «المحادثات دخلت مرحلة صعبة جداً، ما جعل التقدّم صعباً». وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري اعتبر أن طهران قادرة، إذا استأنفت تخصيب اليورانيوم، على «امتلاك قدرة إنتاج سلاح نووي خلال شهرين تقريباً»، مستدركاً أن «هذا لا يعني أن (الإيرانيين) سيملكون رأساً (نووياً) أو نظاماً، أو ربما قدرة اختبار». في أوسلو، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، إن إيران «تتعاون» مع مفتشي الوكالة الذين يتحقّقون من تطبيقها اتفاق جنيف الذي أبرمته مع الدول الست في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ويسعون إلى إجابات في شأن صواعق يمكن استخدامها في تفجير شحنة نووية. وأضاف: «نحتاج إلى مزيد من الأدوات، للتحقّق من أن كل النشاطات في إيران هي لأغراض سلمية».