حملت كتلة «المستقبل» النيابية في بيان صادر عن اجتماعها الأسبوعي أمس، برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة على «الحال التي أصبحت تعيشها البلاد بسبب تصرفات وتصريحات رئيس كتلة نواب ووزراء التيار العوني، تيار الإفساد والتدمير، التي خرجت عن القواعد وعما هو مألوف في الخطاب السياسي». وتوقفت الكتلة عند «مفاجأة الجنرال عون وصهره الوزير جبران باسيل للمواطنين عبر وسائل الإعلام بإطلاق الشتائم والسباب والإهانات بحق اللبنانيين بكل مراتبهم بدءاً من رئيس الجمهورية ومروراً برئيسي المجلس النيابي والحكومة والنواب، وعمدا إلى إطلاق سيل من الاتهامات العشوائية تجاه خصوم وأصدقاء، وصولاً إلى اتهام الشهداء الأبرار والشهداء الأحياء. وترافق ذلك مع حجب وزير الاتصالات ل «داتا» الاتصالات الهاتفية عن الأجهزة الأمنية التي لا تتطرق لمحتويات ومضمون الاتصالات، وسط ظروف ومخاطر أمنية واضحة، الأمر الذي قد يعرض أمن الوطن والمواطنين وعدد من المسؤولين لمخاطر هائلة تتحمل مسؤوليتها الحكومة والوزير المختص ومرجعيته السياسية في شكل محدد». ورأت الكتلة انه «أصبح واضحاً أنّ هدف التيار العوني من كل ذلك الابتزاز والتبرير والتغطية على الفشل والارتباك لدى وزراء التيار في إدارة القضايا الحياتية التي يتولونها في وزاراتهم، ولا سيما في موضوع الأجور وفضيحة المازوت الأحمر والتقاعس غير المبرر من أجل الوصول إلى التمديد التلقائي والمخالف لأصول المنافسة والتلزيم لشركتي الخليوي الحاليتين، وفي موضوع الكهرباء ما فتئ وزير الطاقة يحاول التهرب وتبرير مواقفه وأخطائه لا سيما بعدم تنفيذه لمندرجات القانون 462/2002 في ما خص الكهرباء والقانون 181/2011 لجهة الالتزام بتشكيل الهيئة الناظمة وتعيين مجلس إدارة جديد لمؤسسة كهرباء لبنان، وبما خص التلزيم من دون استصدار قانون لموزعي خدمات، وكذلك إصراره على عدم الاعتماد على التمويل الشفاف المنخفض الكلفة والطويل الأجل الذي كان وما زال متاحاً عبر الصناديق العربية من دون سبب سوى أن البديل الآخر للتمويل يسمح له بتدبير الصفقات وجني المنافع». توتر يوازي حربي الالغاء والتحرير ولفتت الكتلة إلى أن «إطلاق الشتائم وإهانة اللبنانيين يدلان على مدى التوتر العالي غير المسبوق الذي ضرب القيادة العونية، وهي موجة تتماثل وتكاد توازي بنتائجها حربي الإلغاء والتحرير التي سبق للجنرال عون أن خاضهما ضد اللبنانيين وألحق الدمار بكل لبنان وبالمناطق التي كان يدعي حمايتها وهو يقوم اليوم بهذا الدور بالأصالة عن نفسه وبالنيابة وبتكليف من فريق 8 آذار بقيادة حزب الله». وطلبت الكتلة «من المسؤولين ورئيسي الجمهورية والحكومة التصدي لهذه المخالفات والشطط والتطاول المخيف»، محمّلة «الحكومة ورئيسها مسؤولية ما آلت إليه الأمور من تردٍ». وتوقفت الكتلة أمام بيان «المجلس الوطني السوري» عن مستقبل العلاقات السورية اللبنانية «والذي يتطابق مع موقفها ومع تطلعات الشعب اللبناني لعلاقات لبنانية - سورية طبيعية، قائمة على الندية والاحترام المتبادل والمعاملة بالمثل». وإذ أبدت قلقها «نتيجة استمرار اعتماد النظام السوري، لما يسميه سياسة الحسم العسكري»، أعلنت أنها «تتطلع إلى أن تتمكن جامعة الدول العربية وبالتعاون مع المجتمع الدولي من التوصل إلى صيغة قرار في مجلس الأمن يفتح الطريق أمام إنهاء هذه المأساة الخطيرة التي تشهدها سورية ويكتوي بنارها الشعب السوري».