فيينا - رويترز - تزيد الزيارة النادرة التي يقوم بها كبار مفتشي الاممالمتحدة النويين لإيران الاسبوع المقبل الضغط على طهران حتى تحاول تهدئة الشكوك في سعيها لامتلاك أسلحة نووية وإن كانت القوى الغربية التي تهيل عليها العقوبات لا تتوقع انفراجة حقيقية. ويمكن أن تقدم الطريقة التي تتعامل بها إيران مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة مؤشرات إلى امكانية حل نزاع طويل تصاعد إلى مستوى الأزمة مع فرض حظر على النفط الإيراني وتهديدات بالحرب وحديث عن اقتراب إيران من امتلاك قدرات نووية وعام يشهد انتخابات الرئاسة الأميركية. وتستمر اجتماعات المفتشين في إيران من الأحد إلى الثلاثاء وستتابعها عن كثب واشنطن والعواصم الاوروبية وإسرائيل لرصد أي استعداد من جانب زعماء إيران للتراجع أخيرًا بعد عشرات السنين من المضي قدماً لتحقيق أهداف نووية أم أنهم سيواصلون التحدي. وقال اولي هاينونين وهو كبير مفتشين سابق في الاممالمتحدة "آمل على الاقل أن تتفق الأطراف على كيفية التحرك قدمًا لحل القضايا البارزة وهذا يتضمن أيضًا البعد العسكري للبرنامج النووي الإيراني." وقال دبلوماسيون غربيون يتهمون طهران عادة باستغلال الاجتماعات كتكتيك لكسب الوقت بينما تمضي قدمًا في برنامجها النووي إنهم يشكون في أن تتمخض الاجتماعات المقبلة عن التقدم الملموس الذي تسعى إليه وكالة الأممالمتحدة. لكن البعض توقع أن يبدي المسؤولون الإيرانيون قدراً من الانفتاح أو يقدموا تنازلات محدودة في المناقشات التي تجري في طهران مع مبعوثين كبار من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محاولة للابقاء على قنوات الحوار مفتوحة وتفادي التعرض إلى مزيد من العقوبات. وقال دبلوماسي في فيينا - مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للامم المتحدة- "نشك في أن يتمخض الاجتماع عن أي شيء ملموس لكن ستكون هذه خطوة ذكية من جانبهم أن يفعلوا شيئاً وأن يعرضوا أي نوع من التعاون." ومن المتوقع أن يطلب وفد الوكالة الذي يرأسه كبير المفتشين الدوليين هيرمان ناكيرتس زيارة مواقع والالتقاء مع مسؤولين والاطلاع على وثائق يمكن أن توضح المخاوف المتصاعدة من سعي إيران لامتلاك سلاح نووي. ونشرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرًا مفصلاً في نوفمبر تشرين الثاني الماضي كشف عن معلومات توحي بأن إيران تسعى لاكتساب قدرات نووية منها اتهامات بالعمل على تصميم أدوات تفجير والقيام بعمليات تفجير بالمحاكاة من خلال الكمبيوتر. وانتهزت الولاياتالمتحدة ودول أوروبية والتي تعهدت بعدم السماح لايران بامتلاك قنابل نووية تقرير الوكالة لزيادة ضغط العقوبات على إيران. واستهدفت إجراءات مالية وفرض حظر على النفط الإيراني خنق مواردها. وردت طهران التي يقول بعض الخبراء إنها يمكن أن تملك القدرة على تصنيع سلاح نووي واحد بعد عام على أقرب تقدير بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز وتعطيل تجارة النفط العالمية. وثارت تكهنات بأن إسرائيل التي تقول إن امتلاك إيران لقنبلة نووية سيهدد وجودها قد تشن هجمات على المواقع النووية الإيرانية. كما قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن استخدام القوة مازال خيارًا مطروحًا. ويواجه أوباما في حملته الانتخابية هذا العام اتهامات بأنه "لين" مع إيران. ورفضت إيران التي تقول اإن برنامجها النووي سلمي تمامًا تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وقالت إنه مفبرك ولا أساس له. لكنها بدأت أخيراً في إرسال بعض اللفتات التصالحية مع الوكالة في فيينا ووجهت الدعوة إلى ناكيرتس ومساعديه لزيارة إيران وأبدت استعدادها لمناقشة "أي قضايا" تهمهم. وقال هاينونين الذي أوضح انه لا ينتظر نتائج سريعة إن مهمة الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تكون "خطوة أولى في عملية طويلة تخرج منها أول نتائج حقيقية خلال الاشهر المقبلة." وقال علي فائز الخبير باتحاد العلماء الأميركيين الذي يتخذ من واشنطن مقراً له إن هدف إيران هو أن تتفادى أن يحيلها مرة أخرى إلى مجلس الأمن التابع للامم المتحدة مجلس المحافظين للوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة ويجتمع في أوائل مارس آذار. ويضم مجلس المحافظين دولاً غربية تسعى لعزل إيران لكنه يضم أيضًا روسيا والصين الرافضتين للإجراءات المنفردة. وكان مجلس المحافظين أحال إيران إلى مجلس الأمن أول مرة عام 2006 والذي فرض على إيران أربع جولات من العقوبات بسبب برنامجها النووي. وبشكل منفصل لكنه له صلة وثيقة بالاجتماعات التي ستعقدها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران أبدت طهران استعدادها أيضًا لاستئناف مفاوضات نووية أوسع نطاقًا مع القوى العالمية والتي جمدت طوال عام. وقال سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين للإعلام الإيراني "إيران مستعدة للدخول في حوار... حول المسألة النووية على أساس الاحترام المتبادل."