انتقد نائب المدير العام لمكتب التوظيف الوطني عبدالمحسن البسام، عدداً من الجهات المشغلة التي تدعي أن الشبان والفتيات السعوديين يرفضون العمل في وظائف عدة، بحجة أنهم غير مؤهلين، إذ اعتبر ذلك افتراء لا صحة له، مستشهداً بوجود عشرات الشبان في المراكز التجارية. وقال ل«الحياة» أثناء ملتقى توطين الوظائف «لقاءات» أول من أمس، الذي تنظمه وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية: «معظم المتقدمات يرغبن العمل معلمات بحسب تخصصهن، لكنه حتى الآن لم يطبق قرار السامي الصادر بسعودة المعلمات داخل المدارس الأهلية بالتعاون مع الصندوق، وكل جهة تضع اللوم على الأخرى»، لافتاً إلى أن عدداً من الشركات الأجنبية تعمل على توظيف السعوديين، «وجميعنا نعلم أن هذه الجهات لديها الخبرة على تقويم الموظف، ولكن ليست لديها القدرة على معرفة المجتمع السعودي». وأضاف: «سمعنا عن تصريحات الغرفة التجارية التي أكدت فشل عمل المرأة السعودية داخل محال المستلزمات النسائية، وكذلك عدد من رجال الأعمال وضعوا عقبات أمام المتقدمات لتلك الوظائف، لكنه بعد صدور القرار نجحت الفتيات في إثبات ذاتهن وقدراتهن على الإبداع وتحمل مشقة العمل». وأوضح مدير الموارد البشرية لمجموعة عبدالله السيد فهد الزيد ل«الحياة» أن نسبة المبيعات في المحال النسائية ارتفعت، ما جعل الصندوق يعمل على استراتيجية تأنيث جميع المحال النسائية، وأدوات التجميل، وتعيين مهندسة مشرفة على بعض الإدارات، وكذلك تم تعيين موظفات مشرفات على إدارة المحال التي عملن بها، «ونحن في صدد فتح إدارة كاملة، جميع العاملات بها نساء». وأضاف أن هناك صعوبة في إقبال بعض النساء على العمل في المحال النسائية بسبب نظرة المجتمع، «إذ استقبلنا 130 طلب توظيف، ولم يقبل منهن سوى 8 موظفات، وباشرن العمل، والبقية رفضن على رغم ارتفاع الرواتب المقدمة لهن». وذكر مدير الملتقى في صندوق تنمية الموارد البشرية مدير «لقاءات» محمد الموصلي، أن الملتقى يشكل فرصة للباحثين عن العمل من الجنسين بعقد لقاءات تفاعلية تجمعهم مع خبراء من المهن المختلفة، ويتيح لهم المجال للتعرف على المهن التي يرغبون في الانخراط فيها مستقبلاً، لافتاً إلى أن «لقاءات» ليس معرضاً للتوظيف فقط، وإنما أحد الحلول الوظيفية الشاملة التي تطرحها وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية، من خلال لقاء الباحثين عن العمل بالقائمين على المنشآت التجارية، وإتاحة إجراء المقابلات الشخصية لهم في 70 وحدة مخصصة للمقابلات. وكان ملتقى «لقاءات» انطلق الثلثاء الماضي، وتم تخصيص اليومين الأول والثاني منه للباحثات عن العمل، والأيام الثلاثة الأخيرة للباحثين عن العمل بدءاً من اليوم (السبت)، إذ يوفر 1500 وظيفة في مجال بيع المستلزمات النسائية، وأخرى في تخصصات إدارية، ومحاسبية، وطبية تعرضها بنوك ومنشآت طبية وشركات خدمية. يذكر أن برنامج «نطاقات» بدأ على شكل تقويم آلي بأربعة ألوان للتأكد من امتثال القطاع الخاص بمعدلات توطين الوظائف، ثم برنامج الإعانة الوطنية للباحثين عن العمل (حافز)، وبعد ذلك جاءت «لقاءات» لتكون حلقة الوصل بين الشركات التي تسعى لتوطين الوظائف والباحثين عن العمل المسجلين في (حافز).