أكدت عضو جمعية حقوق الإنسان الدكتورة سهيلة زين العابدين أن التكوين الجسمي والنفسي للطفلة لا يجعلها تتحمَّل المعاشرة الزوجية، وبعضهن أصيب بنزيف حاد إثر ذلك، كما لا يوجد لديها القدرة على تحمّل الحمل والولادة، وكثيرات منهن يتعرضن للإجهاض لعدم اكتمال نمو الرحم، مشيرة إلى أن التقارير والدراسات المتعلقة بصحة النساء تؤكد أن الزواج المبكر يؤدي إلى آثار سيئة على صحة المرأة نتيجة لتعرضها لمضاعفات متعلقة بالحمل المبكر. وأضافت ل»الحياة»: «الدراسات أثبتت أن الفتيات اللاتي تزوجن باكراً لم يستطعن التكيف عاطفياً مع أزواجهن في الأعوام الأولى للزواج، وشبهن العلاقة بالشراكة الوظيفية، أكثر من كونها عاطفية، ويحرمها الزواج في سن باكرة من تعلم مهارات الحياة بشكلٍ عام، سواء في مجال العناية بالأسرة والزوج والأطفال، أو بالتعامل مع محيطهن الاجتماعي، ما يلجأ الكثير منهن إلى الطلاق بعد فترة قصيرة من زواجهن». ولفتت إلى أن زواج الصغيرات من مسنين يسهم في زيادة نسبة أميتهن، ويؤدي إلى ارتفاع نسبة الطلاق، وانحراف الزوجات الصغيرات إن بلغن سن النضج النفسي والجنسي عند عجز الزوج المسن عن إعطائهن حقوقهن الشرعية، ما قد يؤدي الأمر إلى قتل الزوج، أو الانتحار، أو الخيانة الزوجية، مشيرةً إلى أن زواج القاصرات فيه مفاسد وضرر كبيرين على المجتمع، خصوصاً أن الإسلام لا يقر الضرر، ولا الإضرار، «ومعظم هذه الزيجات جاءت من أب مطلق لأم الطفلة، والطفلة في حضانته، ويزوجها من دون علم أمها مقابل تسديد الزوج الكهل ما على الأب من ديون، أي أنه باع ابنته».