أكدت الكاتبة السعودية تركية العمري أن كتابها الأول «احتراقات أنثى» جاء معبراً عن صورة الأنثى في منطقة معينة، مشيرة إلى أنه لا يقدم صورة شاملة للنساء في المملكة، موضحة أن مضمون الكتاب وقصصه تعبير عن رغبة «ملحة في داخل الأنثى لتجاوز العقبات، التي تمر بها بشكل يليق بأنوثتها». ورفضت العمري الاتهام الموجه للكاتبات السعوديات ب«الشطط الفكري والبعد عن معاناة المرأة السعودية الحقيقية»، لافتة إلى أنها لا تجد «في هذه المرحلة الفكرية التي نهض بها القلم النسائي شططاً فكرياً»، مضيفة أن أفكار وتوجهات الكاتبات السعوديات تصب في معاناة وطموحات المرأة السعودية، وهذا ما أجده حقاً واقعاً». ونفت في حديث مع «الحياة» أن تكون بعض الأصوات النسائية التي برزت، لها عقل رجل، مؤكدة أن «من تفوقن بجدارة، برزن بعقولهن وأفكارهن وشخصياتهن المستقلة». وحول انحياز البعض من الأقلام النسوية للكتابة الاجتماعية خشية من معارضة المؤسسة الرسمية ذكرت أن «انحياز البعض من الكاتبات السعوديات للكتابة الاجتماعية، لا يؤثر في مستوى التوجه نحو نصرة المرأة المظلومة، ولا اعتقد بأن الأمر يمكن الجزم به، كون المجال الاجتماعي لا يخرج من دائرة حفظ حقوق المرأة في البلد». وأكدت انفراد الكاتبات السعوديات «في توجيه جهودهن الاجتماعية نحو تحرير فكر المرأة السعودية»، مبينة أن الظروف الخاصة لبعض الكاتبات «حكمت تحركاتهن، ما أدى إلى الحد من تكثيف جهود المرأة نحو صب هدفهن بشكل فعال، يجمع أصواتهن في صوت واحد»، مستثنية «المرأة ذات الإرادة والشجاعة في التطوير أينما كانت»، واصفة إياها ب«شمعة بقيت تداري على طموحها على رغم كل شيء». والعمري التي تبحث في داخلها عن الدفاع عن «العمق كقضية بامتدادها الحضاري والفكري والثقافي والعلمي والمعرفي، فعلاً لا قولاً» تقول: «أنا مع مشروع قيادة المرأة السيارة»، لافتة إلى أن تحركات المرأة السعودية في عام 2011 نحو تحقيق حقوقها المشروعة يدفعني للحلم بمستقبل وغد أجمل. وقالت: «إن من يحاولون اجترار الفكر الغربي إلى قعر دارنا، دون أن يتيحوا لنا تمييز الصالح من الطالح، سيوجدون انقسامات فئوية من شأنها أن توجد حروباً فكرية وليس تنوعاً ثقافياً». وبينت من يوجد تلك الحروب السخيفة سيجني على موهبته، وسيهدر طاقته الفكرية في فضاء لا يفضي إلى شيء. وأفصحت تركية العمري عن مشروع تلفزيوني «سيحول قصصي المكتوبة إلى واقع مرئي في المستقبل القريب». وأضافت: «كانت لي تجربة إذاعية بعنوان «همسات قصصية» في إذاعة جدة، ووجدت نوعاً من الإثراء في تلك التجربة، التي عرفتني على إبداع كتاب من جميع أنحاء الوطن العربي»، نافية تخليها عن القلم والكتابة، فالكتابة بالنسبة إلي استكشاف، وكما يقول ادجار دكتورو، فمن خلال قلمي استكشف التفاصيل الصغيرة والأماكن المجهولة بذاتي». وقالت لا يمكن لي تجاهل الشعر والقصيدة، فقد أهديت ديواني «نخيل النو» للأمير بدر بن عبدالمحسن كون كلماته علمتني وغرست بداخلي المعنى الحقيقي للعمق الإنساني. وعن بساطة الديوان مقارنه بقوة طرح المجموعة القصصية، أوضحت أنه لا يزعجها هذا النوع من النقد... وما يربط بين كتبي القصصية وديواني الشعري حالات إنسانية، تسمو روحاً في حكايات الناس والأرواح والكون. وتطرقت إلى مجموعتها القصصية «الشيطانتان»، وقالت إنها تحتوي على 14 قصة قصصية قصيرة، هي تجربة أكثر جرأة في الطرح. الشيطانتان هم أبطال قد نراهم أمام الحياة أو خلف الحياة متوارين، والمساحة بينهما هي نضجي أنا. وأضافت العمري: «أستعد لإصدار شعري عن قامة ثقافية باسقة من وطني في معرض الرياض الدولي لعام2012، وأترجم الآن كتاباً عن الكاتبة الأميركية كيت شوبن».