هذا ليس رأيي، إنما هو وصف خرج من فم مطر الصهباني، مدير فريق العين الإماراتي في تصريح تلفزيوني، بعد خسارة فريقه أمام النصر بهدفين ضمن الجولة الثانية عشرة من الدوري الإماراتي، لعله الوصف الأقسى على التحكيم الإماراتي طوال العقد الأخير، أو قد أنني نسيت تصريحات مضادة للتحكيم الإماراتي خلال هذه السنوات، لكنني على يقين بأن مثل هذا التصريح قد يتكرر لو لم يتعامل اتحاد كرة القدم مع مشكلة التحكيم الإماراتي بالشكل الجدي. هناك أندية كثيرة تضررت من القرارات التحكيمية في هذه السنين على الأقل، لكن لم يصل التحكيم الإماراتي لمستوى متواضع، كالذي وصل اليه في هذا الموسم. أهم المباريات وأقلها أهمية شهدت حالات مؤثرة وصفها وحللها المختصون في البرامج التلفزيونية، وحدوث الخطأ أمر طبيعي، ولكن الغريب هو تكرار هذه الحالات في كل جولة، والأغرب هو صمت الجهة المختصة بتوعية وتدريب الحكام، وعدم تعاملها مع هذه الأزمة، وفي النهاية وصل الأمر الى تصريح «التحكيم المصخرة»! شخصياً، لا أعرف الحلول لأنني لست مختصاً بالتحكيم، لكنني سمعت عن المشاريع التي بإمكانها إعادة الصورة الجميلة للتحكيم الإماراتي.. أين ذهب مشروع «رابطة الحكام» الذي يسعى الى الارتقاء بالتحكيم الإماراتي، الذي شكل برئاسة الحكم المونديالي علي بوجسيم؟ ماذا ومن أوقف اتفاقات «تبادل الحكام» مع الاتحادات الأهلية الآسيوية؟ أرى أن اتحاد كرة القدم السابق يتحمل مسؤولية غياب هذه المشاريع ووصول التحكيم الإماراتي الى هذا المستوى، الا أن على اللجنة الموقتة للاتحاد ايجاد حل لأزمة التحكيم الراهنة وتفعيل كل الوسائل التي تسهم في حل الأزمة. في المقابل، من غير اللائق أن تخرج ألفاظ تقلل من احترام عنصر التحكيم. تصريح الصهباني غير مقبول ومسيء جداً في حق الحكم بصرف النظر عن أخطائه، وإذا كان هذا مبدأه، فإن اللاعب الذي يضيع ركلة الجزاء «مصخرة» والمدرب الذي يخطئ في المباراة «مصخرة» وأي شخص يخطئ في حياته «مصخرة».. حتى لو كان الخطأ في أكثر من مرة. الحكم نفسه أدار مباراتين للعين أمام بني ياس وأمام الإمارات في الدوري، واحتسب فيها ركلتي جزاء غير صحيحتين للعين في كل مباراة! هناك تصريحان قرأتهما في الصحف بعد مباريات الجولة الأخيرة لا يقلان سوءاً عن تصريح الصهباني، لكنهما يحملان معنى أخطر. الروماني اولاريو كوزمين، مدرب العين: «أعتقد أن حكم المباراة كان يرغب في أن تزداد المنافسة على القمة قوة وإثارة بتقليص الفارق بين فرق الصدارة». النمساوي جوزيف هيكسبرغر، مدرب الوحدة: «نحن لا تحتسب لنا ركلات جزاء مثل العين والجزيرة اللذين يحصلان على ركلات بصورة متكررة». الأمر تعدى وصف «المصخرة»! [email protected]