أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الجمعة أن عدد سكان المناطق الساحلية في سورية، والتي بقيت في منأى عن النزاع الدائر في البلاد، ارتفع بنسبة 50 في المئة مع تزايد أعداد النازحين من أعمال العنف. وقالت اللجنة في بيان تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه: «وصل عدد يربو على مليون شخص الى اللاذقية وطرطوس منذ بداية النزاع (2011)، مما أدى إلى تضخم عدد السكان المحليين بنسبة 50 في المئة». وحذّر المهندس المائي في اللجنة باتريك لويزييه من ان موجة النزوح تؤدي الى صعوبات لدى النازحين والمجتمعات المضيفة على السواء. وقال: «استنفدت الموارد المحلية الى اقصى درجة والسلطات تكافح لمواكبة التدفقات الأخيرة من الأسر التي فرت من حلب (شمال) والمناطق الأخرى المتضررة مباشرة نتيجة أعمال العنف». وتقيم غالبية هؤلاء النازحين في ملاجئ موقتة او مخيمات عشوائية. وأضاف لويزييه الذي يعمل في طرطوس: «تصل عائلات كثيرة إلى هنا ومعها أشياء زهيدة للغاية، وتتسم ظروف المعيشة في معظم الملاجئ بصعوبة بالغة»، مشيراً إلى أن الأولوية حالياً للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري «هي تحسين فرص مجتمعات النازحين تلك في الحصول على المياه النظيفة والغذاء والرعاية الصحية». وأوضحت اللجنة انها كثفت من توزيع المواد الغذائية والحاجات الاساسية للنازحين بالتعاون مع الهلال الاحمر، وقدمت مساعدات الى نحو 160 ألف نازح في طرطوس واللاذقية في حزيران (يونيو). وتقع المحافظتان على الساحل السوري، وتعتبران معقلاً أساسياً لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وبقيت المحافظتان، باستثناء بعض المناطق في الريف الشمالي للاذقية، في منأى عن اعمال العنف الدائرة في البلاد منذ اندلاع النزاع قبل ثلاثة اعوام. وأدى النزاع الى مقتل اكثر من 170 الف شخص، ولجوء قرابة ثلاثة ملايين الى الدول المجاورة، في حين نزح قرابة ستة ملايين شخص الى مناطق أكثر أمناً في داخل سورية.