مع اتساع دائرة المعارك العنيفة في دمشق وحلب خلال الأيام الماضية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عدد قتلى الصراع في سورية وصل إلى 19 ألفاً و106 أشخاص غالبيتهم من المدنيين. فيما حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن تدهور ظروف الحياة في دمشق يدفع المدنيين إلى النزوح إلى أماكن آمنة، حتى داخل المدارس. وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن: «قتل 13296 مدنياً و4861 من عناصر قوات النظام و949 جندياً منشقاً»، موضحاً أن عدد المدنيين القتلى يشمل أيضاً الذين انضموا إلى المقاتلين المعارضين من المواطنين العاديين. وأشار عبد الرحمن إلى أن هذا العدد لا يشمل أيضاً «آلاف الأشخاص المفقودين بعد اعتقالهم على أيدي السلطات والذين لا يعرف عنهم شيء». ويصعب التحقق من هذه الأرقام على الأرض. وقد توقفت الأممالمتحدة منذ بداية هذا العام عن إعطاء حصيلة للضحايا في سورية. وفي جنيف، أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن أسفها لتدهور ظروف الحياة في دمشق ما يدفع المدنيين إلى النزوح والبحث عن ملجأ خارج البلاد وإنما أيضاً داخل المدارس في سورية. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان: «في دمشق يواصل الناس البحث عن مكان آمن في محاولة يائسة منهم». وأعلنت المسؤولة عن وفد اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى سورية ماريان غاسر بحسب ما جاء في البيان: «بسبب استمرار أعمال العنف، قطعت أحياء دمشق المختلفة عن بعضها البعض ونتيجة لذلك أصبح التنقل أكثر صعوبة». وأضافت: «كل يوم يحمل تحديات جديدة للأشخاص العالقين وسط المعارك: لقد بات الخروج وشراء الحاجيات اليومية أكثر صعوبة عليهم». وبحسب المنظمة التي تتخذ من جنيف مقراً، فان «الحاجات الإنسانية تتزايد في المدينة بينما يتفاقم الوضع فيها ويفر عدد أكبر من الأشخاص من أحيائهم بحثاً عن مكان آمن». والمدنيون الذين يفرون من العنف يومياً هم بالآلاف، كما لفتت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تقول إنه إذا ما توصل البعض إلى الفرار من سورية، فان آخرين يلجأون إلى مبان حكومية وبينها مدارس. وأمام هذا الوضع، يحشد الهلال الأحمر العربي السوري واللجنة الدولية للصليب الأحمر جهودهما لإعداد المدارس لاستقبال النازحين. وقد فتحت حوالى 60 مدرسة في منطقة ريف دمشق. وبحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فان أكثر من 11800 شخص لجأوا إليها حالياً. وفي دمشق، قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر دعمها للهلال الأحمر العربي السوري لتشكيل وحدات للمعالجة يمكن وضعها في تصرف المدارس التي تستقبل المدنيين. ويدرس خبراء في اللجنة الدولية للصليب الأحمر من جهة أخرى النظام الصحي في المدارس بهدف التعرف عما إذا كان بإمكان هذه المؤسسات أن توفر مياه الشفة للنازحين ولكي يتمكنوا من العيش في ظروف صحية مقبولة. من جهة أخرى، بدأ الهلال الأحمر العربي السوري بتوزيع المساعدات الإنسانية في 25 مدرسة.