طهران، بروكسيل، فيينا – أ ب، رويترز، ا ف ب – اعتبرت ايران حظراً تدريجياً فرضه الاتحاد الأوروبي على صادراتها النفطية، بسبب برنامجها النووي، مجرد «دعاية» لن تمنع بيعه وستؤدي الى رفع السعر العالمي، مجددة تهديدها بإغلاق مضيق هرمز. وقال النائب اسماعيل كوثري، نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني: «إذا لم يُرِد الغرب نفطاً ايرانياً، سنبيعه الى مستوردين غير أوروبيين. لكن اذا حاولوا منعنا من القيام بذلك، وحدث أي تعطيل يتّصل ببيع النفط الإيراني، فلا شك في أن مضيق هرمز سيُغلق». واضاف انه اذا أُغلق المضيق، ستعجز الولاياتالمتحدة وحلفاؤها عن إعادة فتحه، محذراً واشنطن من أي «مغامرة عسكرية». أما النائب البارز حشمت الله فلاحت بيشة، فقال: «اذا تعرضت ايران لأي تهديد خارجي، من حقها إغلاق هرمز. وايران لم تستخدم هذه الميزة حتى الآن». واعتبر النائب علي أدياني، عضو لجنة الطاقة في البرلمان، ان حظر الاتحاد الأوروبي صادرات النفط الايرانية، «مجرد خطوة دعائية، لن تؤدي سوى الى خدمة ساسة اميركيين واوروبيين ولن يكون لها أي تأثير على الاقتصاد الايراني»، مؤكداً ان طهران ستبقى قادرة على بيع النفط «لأي بلد». واقترح علي فلاحيان، وزير الاستخبارات السابق، ان توقف ايران فوراً تصدير النفط الخام الى أوروبا، وقبل انتهاء المهلة التي حددها الاتحاد لتطبيق تدبيره، بحيث تعجز دوله عن تأمين بديل و «ترتفع اسعار النفط وتنهار العقوبات الأوروبية». في الإطار ذاته، رأى سيد كاظم وزيري هامانه وزير النفط الايراني السابق، أن حظر نفط بلاده «ليس أمراً جاداً»، محذراً من أن «النتائج النفسية لقرار الاتحاد الأوروبي ستؤدي الى ارتفاع كبير ومفاجئ في أسعار النفط الخام». وشدد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي، على أن بلاده «لن تردّ بابتسامة على أي تهديد يستهدف مصالحها، وستستخدم كل الوسائل المطلوبة للدفاع عن مصالحها القومية»، داعياً الولاياتالمتحدة والغرب الى «قبول الحقائق حول ايران، وإدراك أنها في موقع قوة، وأن سياساتها لم تستند مطلقاً الى الحرب أو النزاع». «ماذا سيحدث بعد إغلاق هرمز» وتحت عنوان «ماذا سيحدث بعد إغلاق مضيق هرمز»، كتب موقع «عصر إيران» إن «التهديد بإغلاق المضيق يشبه المقصلة التي اذا لم تُجهز على المحكوم بالموت، يمكن استخدامها بوصفها أداة ضغط. لذلك، ستتجنب ايران قدر الإمكان إنزال هذه المقصلة». واضاف: «إنزال مقصلة إغلاق هرمز سيحدث عندما يكتمل التهديد الغربي بحظر النفط الايراني ووقوف الغرب دون بيعه في العالم»، مشيراً الى أن طهران ستنتهج في هذا الصدد استراتيجية «تقاسم الخسائر الناجمة» من حظر نفطها. ولفت الموقع الى أن «أول سفينة تمرّ في ظل مرافقة الأسطول الأميركي، ستكون مصيرية وحاسمة» لتحديد مدى إمكان تطبيق إغلاق المضيق، مضيفاً: «اذا لم تتعرض هذه السفينة لهجوم ايراني، وجرت حركة الملاحة في المضيق في شكل طبيعي، تكون المقصلة سقطت من دون أن تقطع رقبة، وتكون ايران خسرت اللعبة. لذلك ستكون ايران مُرغمة على تنفيذ إعلانها إغلاق هرمز، وحينذاك يحدث أول الانفجارات، وترتفع أسعار النفط في شكل يُعتبر سابقة». وزاد: «على افتراض شن أميركا هجوماً على إيران، فإن النار التي ستشتعل في هرمز ستطاول المنطقة برمتها، وستكون لها عواقب لا يعلم أحد نطاقها ومدى اتساعها ومدتها». حاملة طائرات أميركية أتى ذلك بعدما أكدت الولاياتالمتحدة نيتها عدم السماح بإغلاق المضيق، من خلال عبور حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس أبراهام لينكولن» مضيق هرمز الأحد، ترافقها فرقاطتا «اتش ام اس ارغيل» البريطانية ولا موت-بيكيه» الفرنسية. واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية عبور الحاملة هرمز «روتينياً لقيادة العمليات الأمنية البحرية»، مشيرة الى ان ذلك حصل «من دون حوادث». وشددت وزارة الدفاع البريطانية على أن مرافقة الفرقاطتين الفرنسية والبريطانية حاملة الطائرات الأميركية، «يعكس الالتزام الدولي غير المتزعزع، بإبقاء حق العبور (في المضيق)، وفق القانون الدولي». ورأى ناطق فرنسي في «ذلك اشارة الى ايران، اذا أرادت ان تعتبرها كذلك». و»يو أس أس أبراهام لينكولن» هي أول حاملة طائرات أميركية تدخل الخليج منذ كانون الأول (ديسمبر) الماضي، لتحل مكان حاملة الطائرات «يو أس أس جون ستينيس»، التي هددتها طهران اذا عادت الى مياه الخليج، بعدما عبرت هرمز خلال مناورات عسكرية للبحرية الايرانية أخيراً. لكن طهران تراجعت عن تهديدها، معتبرة أن دخول السفن الحربية الأميركية مياه الخليج «ليس قضية جديدة، ويجب تفسيره بوصفه جزءاً من وجودها الدائم». الوكالة الذرية في فيينا، أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن وفداً بارزاً من مفتشيها سيزور ايران بين 29 و31 الجاري، برئاسة هرمان ناكيرتس نائب المدير العام، ورافايل غروسي مساعد المدير العام. وقال المدير العام للوكالة يوكيا أمانو، إن الوفد ذاهب «بروح بناءة، ونثق بأن ايران ستعمل معنا بالروحية ذاتها»، مشيراً الى ان «الهدف الإجمالي هو تسوية جميع القضايا الجوهرية العالقة».