واشنطن، باريس – أ ب، رويترز، أ ف ب – حذرت إيرانالولاياتالمتحدة أمس، من إعادة حاملة طائرات إلى مياه الخليج حيث أنهت طهران مناورات عسكرية، فيما ينوي مجلس الشوري (البرلمان) درس مشروع قانون يمنع السفن الحربية الأميركية من دخول مضيق هرمز، من دون «تنسيق مسبق». لكن الولاياتالمتحدة رفضت التحذير الإيراني، وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية جورج ليتل «الوجود العسكري الأميركي في الخليج الفارسي سيتواصل، كما منذ عقود. نشر هذه المجموعات الضاربة لحاملات (الطائرات)، ضروري للحفاظ على الاستمرارية ومساندة العمليات للمهمات الحالية». وأضاف: «مرورنا في مضيق هرمز يتفق مع القوانين الدولية التي تضمن حرية مرور قطعنا البحرية». نحن ملتزمون حماية قواعد التجارة البحرية، وهذا من أهم أسباب الوجود العسكري الأميركي في المنطقة». واعتبر البيت الابيض أمس ان التحذيرات الايرانية تشير الى «ضعفها» وتؤكد فعالية العقوبات المفروضة عليها في شأن برنامجها النووي. وردا على سؤال حول التوتر المتزايد بين الدولتين في مضيق هرمز قال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني «هذا يكشف ان ايران هي في موقع ضعف». وأعلن الأسطول الخامس الأميركي أن حاملة الطائرات «يو أس أس جون سي ستينيس» وبارجة أخرى، خرجتا الثلثاء الماضي من الخليج، عبر مضيق هرمز، بعد زيارتهما ميناء جبل علي في دبي. وأكد أن عبور الحاملة المضيق «روتيني ومخطط له»، والذي تزامن مع تنفيذ إيران مناورات «الولاية 90» شرق هرمز. واعتبر قائد الجيش الإيراني الجنرال عطاء الله صالحي أن «مناورات الولاية 90 وجّهت رسائل واضحة، أدرك الأعداء مفادها. حاملة طائرات العدو حُركت إلى بحر عمان، بسبب مناوراتنا». وأضاف مخاطباً الأميركيين: «أنصحهم وأوصيهم وأحذرهم من عودة حاملة الطائرات إلى الخليج، إذ ليس من عادتنا التحذير أكثر من مرة واحدة». وشدد على أن «إيران لا تنوي تنفيذ أي عمل غير عقلاني، لكنها في جاهزية تامة في مواجهة أي تهديد، والدفاع عن مصالحها والبلدان الإسلامية»، مضيفاً: «تطمئن إيران كل دول المنطقة، بأنها تستطيع الاعتماد عليها». أما قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سيّاري فاعتبر «دخول حاملة طائرات أميركية قرب منطقة المناورات الإيرانية، انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية، ولذلك حُذرت من العودة مجدداً إلى الخليج». وأكد قدرة بلاده على «الحفاظ على أمن الخليج»، قائلاً: «إيران تتحرّك استناداً الى القانون الدولي، ولا يمكن القوات الأجنبية أن تتواجد في مياهنا الإقليمية». وأكد الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الأركان الإيراني، أن «مرحلة الترهيب من إيران ولّت، وشعوب المنطقة تعتبرها صديقة وحامية لها». وحضّ «الشعب الأميركي على إسقاط نظامه، إذا أراد إنقاذ نفسه من وضعه الحالي»، معتبراً أن «99 في المئة من شعوب أميركا وأوروبا تواجه حكامها، نتيجة شعارات الثورة الإيرانية وصمودها». في الوقت ذاته، يدرس البرلمان الإيراني مشروع قانون يتيح للبحرية الإيرانية منع السفن الحربية من عبور هرمز، من دون تنسيق مسبق. وقالت مصادر برلمانية في طهران ل «الحياة» إن المشروع سيُقدم الأسبوع المقبل إلي رئاسة المجلس للتصويت عليه، مشيرة الى أنه يستهدف السيطرة علي السفن الأميركية التي تدخل مياة الخليج. وبعد إعلان طهران إطلاقها صواريخ «بعيدة المدى» خلال مناورات «الولاية 90»، قال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية فاديم كوفال: «إيران لا تملك التكنولوجيا الضرورية لإنتاج صواريخ عابرة للقارات، متوسطة أو بعيدة المدى، ولن تحصل قريباً على صواريخ مشابهة». في باريس، رأى وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أن إيران «تواصل تطوير سلاح نووي»، داعياً دول الاتحاد الأوروبي الى تشديد العقوبات على طهران، بحلول نهاية الشهر الجاري. وذكّر بأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي «قدّم اقتراحين: تجميد أرصدة المصرف المركزي الإيراني، وهذا تدبير قاسٍ جداً، وفرض حظر على صادرات النفط الإيراني».