أجبرت البرودة الشديدة التي تشهدها منطقة حائل سكانها على إخراج وسائل التدفئة من جديد، لكن هناك مواطنين لا يزالون يستخدمون إشعال النيران، ما يهدد صحتهم وحياة أطفالهم. ويتميز عدد من منازل حائل بوجود غرف مخصصة لإشعال النيران، إذ تكثر فيها «بيوت الشعر»، التي تطور بناؤها في الأعوام الأخيرة. وذكر أبوصالح (بائع حطب) أن هناك إقبالاً كبيراً من سكان حائل على شراء الحطب خلال اليومين الماضيين، بسبب زيادة برودة الأجواء مع دخول «الشبط»، الذين يفضلون شراء حطب «السمر» نظراً إلى قلة الدخان المنبعث منه، إضافة إلى أن جمره يظل مشتعلاً لفترات طويلة، مشيراً إلى أن هناك من يشترون كميات كبيرة بغرض تخزينها واستعمالها للتدفئة على مدار فصل الشتاء. وأضاف أن أسعار الحطب تختلف باختلاف نوعه، إذ تبلغ كلفة حمولة سيارة من طراز «بكب» 750 ريالاً، بينما يصل سعر «السمر» إلى 650 ريالاً، وقد يصل سعر الكيس الواحد من الفحم إلى 25 ريالاً. من جانبه، دعا الناطق الرسمي لمديرية الدفاع المدني في حائل الملازم أول عبدالرحيم الجهني، المواطنين والمقيمين المقبلين على شراء الحطب والفحم إلى اتخاذ تدابير السلامة، مشدداً على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية للحد من أخطار حوادث فصل الشتاء وتجنّب الأسباب التي تؤدي إلى نشوب الحرائق. وكان المتحدث باسم رئاسة الأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني قال ل«الحياة» أول من أمس: «دخلنا في الثلث الثاني من فصل الشتاء، وعادة الأجواء في هذه الفترة تمتاز بالبرودة وموجات برد تأتي من الشمال، وتؤثر في مستويات الحرارة، ليبدأ موسم الانخفاض (الجمعة) ويؤثر في مناطق الشمال، وتشمل عرعر وتبوك والقيصومة، إضافة إلى مناطق الوسطى». وأكد القحطاني أنه يمكن أن يكون تأثيرها شديداً بدءاً من يومي (الأحد) و(الاثنين) المقبلين «فتنخفض فيها درجات الحرارة، إذ تسجل في بعض المناطق إلى ما دون الصفر، وقد يسجل من أربع إلى خمس درجات في بعض المناطق الشمالية، مثل عرعر وتبوك والحدود الشمالية»، موضحاً أنها ليست كلها تسجل رقماً واحداً، بل متفاوتة التقدير، «ولكن كلها ستكون حول الثلاث الدرجات تحت الصفر، وهذا الرقم يعتبر أعلى رقم يسجل في هذا العام، والأشد في هذه الفترة، ولكن قد تأتي في الفترة المقبلة أرقاماً أعلى من ذلك».