صور بعض ملامح الطقوس الاجتماعية و العادات الشخصية الرغبة في حب اعتدال «المزاج» بأنه وهم يلعب دوراً في استقرار النفسية، فيما صوره البعض على أنه اجترار لعادةٍ معينة يعتاد عليها الفرد، ويتخيل أنها تجلب له الاعتدال في الفكر والجسد والنظرة المشرقة للمستقبل أحياناً، عكس ما يشعر به صاحب « الكيّف» من استمالة كاملة لترويض العقل والروح والجسد بتشكيل «الكيف» على أوجه مختلفة، فمنهم من يراه في الأكل والشرب، وآخرون في التنفس والنظر حتى في هيئة الجلوس والاتكاء. يقول أبو عبدالرحمن وهو مدخن سابق، «إنه لا ينكر واقع ما كان يشعر به في عهد ممارسته عادة التدخين، بل إنه بعد أن توقف عن التدخين، كان يحرص دائماً على تهيئة الجو المناسب لمن يمارس تلك العادة، فهو قد خبر مقدار «الكيف» الذي كان يتوافر له منه، مع إيمانه الأكيد بضرره، ويتذكر من خلال تجربته عندما كان يصيبه الضجر عند محاولة الآخرين التعكير على صفاء جوه، بهدف استدراجه لاستبدال التدخين بالامتناع عنه، بدافع حبهم وحرصهم عليه». محمد الغامدي بدوره، لا يرى أن «الكيف» منحصر فقط على التدخين، بل إنه ينسحب على عادات أخرى، لا يمكن معها وصف صاحبها باعتلال النفس وضعفها، إذ يشمل ذلك أنواعاً كثيرة من الأكل، والشاي والقهوة التي يجد فيها البعض «كيفاً» لا يتوافر إلا بطريقة تحضير ومقادير معينة. وفي الاتجاه نفسه، تؤكد أم أحمد وهي سيدةٌ خمسينية على أنها لاتستطيع تناول وجبة الإفطار ما لم تشرب ما لا يقل عن خمسة فناجيل من القهوة العربية، لتجعل من تحضير دلة القهوة كل صباح «فرض عين»، وتقول: «من النساء من تحرص على وضع مواصفات قياسية مثل زيادة الهيل، وتكثيف حوائج القهوة لتدخلها في استرخاء وشعور بتعديل «المزاج» لا يقاوم». وفي عادات أناسٍ هم من «علية القوم»، يلاحظ أن رغبتهم في تناول أشهى المأكولات تبدأ باختيار طاهٍ متمرس، فهو في أغلب الوقت من يفهم رغباتهم وأمزجتهم، ويؤمن لهم مقاييس «الكيف» بمقادير دقيقة. ومن جهته، أكد أحد مديري المقاهي على أنه يجيد التعامل مع أصحاب المزاج بحكم الخبرة والتمرس في التعامل معهم ومع رغباتهم، لافتاً إلى أن منهم مستويات وطبقات مختلفة لكل منها معايير يصعب فهمها بسهولة، وعند تمام ذلك، فلا يمكن الإخلال في يومٍ من الأيام بمقادير طلباتهم من مشروبات القهوة والشاي، أو «الشيشة» التي يطلبها البعض بمواصفاتٍ معينة.