أبدى السينمائي البحريني أمين صالح تحفظه على مصطلح «سينما خليجية». واصفاً إياه بالمصطلح «غير الدقيق جغرافياً، فهل المقصود هي السينما المنتجة في دول مجلس التعاون الخليجي، أم الدول التي تقع حول الخليج، أم الدول العربية المطلة على الخليج؟». معتبراً أيضاً أنه غير دقيق فنياً «لأنه يوحي أن في الخليج سينما ملتحمة عضوياً ولها ملامح فكرية وفنية وجمالية واضحة وملموسة، في حين أنها مجرد محاولات وتجارب فردية متباينة المستوى والقيمة، طرحت نفسها خلال فترة زمنية قصيرة لا توحدها سمات معينة أو ملامح خاصة، تجعلها متفردة عن السينما في أقطار عربية أخرى». كان ذلك في ورقة قدمها في افتتاح المقهى الثقافي في جمعية الثقافة والفنون بالدمام، بعنوان «الفيلم القصير.. الواقع والتحديات» أخيراً. وعد صالح تجربة الأفلام المنتجة في الخليج «في طور النشوء والتكوين». مضيفاً أن ذلك لا يعني «أن تلك المحاولات ساذجة وبدائية ولا قيمة لها». مشيراً إلى أنه وقف على عدد من التجارب «تدل على أن هناك محاولات طموحة وجريئة، جديرة بالثناء والإعجاب». وتطرق صالح في ورقته إلى النقاد، «حيث وقف قسم منهم موقف المتساهل، متحاشين توجيه أصابع النقد لهذه التجارب، ومصارحة منتجي الفيلم، زاعمين أنهم مع كثرة التجربة سيخلصون لملاحظة ذلك بأنفسهم.. وهذا غير صحيح»، مضيفاً: «وهناك نقاد توجهوا إلى النقد المتجاوز الذي يسفه تلك التجارب ولا ينظر لها على محمل الجد ويقلل من فنيتها، علماً بأن بعضهم لم يقف على معظم التجارب، ولكن بنى وجهة نظره تلك بسبب تراكمات لا وجهة نظر نقدية في الغالب». وخاطب أمين صالح هؤلاء النقاد بضرورة أن يدركوا «أن الكثير من العراقيل هي من تقف في وجه منتجي هذه الأفلام، كالأموال ونقص العناصر البشرية، وفقر النصوص، ونقص حرية الرأي والتعبير، والسوق التجاري الذي لا يلقى أي دعم حكومي أو من القطاع الخاص، كما يحدث مثلاً في السعودية التي تفتقر لصالات عرض». وذكر أن الدخل المادي من وراء هذه الأفلام «لا يشكل ربحاً يغطي موازنة هذه الأفلام». وطالب جيل الشباب السينمائي «بعدم التضخم والاستهتار، والعمل على أنفسهم بتثقيف أنفسهم بالاطلاع والتجربة». وأوصى بضرورة «دعم السينمائيين بالثقافة النظرية، إضافة للمعرفة العلمية عبر الدورات وورش العمل».