أثارت ورقة الكاتب و السيناريست البحريني أمين صالح عن «الفيلم القصير: الواقع والمأمول» الكثير من الأسئلة خاصة من المهتمين بالفن السينمائي في المحاضرة التي افتتح بها منتدى الدمام الثقافي بجمعية الثقافة الفنون باكورة برنامجه للعام الحالي، وقدم لها القاص عبد الله الوصالي المشرف على المنتدى ..إذ تناولت قضايا الزمن وشعرية الفيلم، ومصطلح السينما المستقلة والنقاد ودورهم النقدي وخاصة في التعامل مع أفلام الشباب ما أعطى المحاضرة حرارة وفاعلية .. النشوء والتكوين بعد عرض مقاطع لبعض الأفلام السعودية القصيرة من افلام «مونوبولي» و «عايش» و»ملائكة بلا أجنحة» قدم د. مبارك الخالدي مدير الامسية نبذة تعريفية عن المحاضر مشيرا الى كتاباته ومؤلفاته وترجماته العديدة في مجال السينما والادب .. بعدها بدأ الكاتب والقاص امين صالح محاضرته بالاشارة الى ان الافلام المنتجة في دول الخليج لا تزال – تاريخيا- في طور النشوء والتكوين ، فقد انتجت دول الخليج منذ السبعينيات من القرن الماضي وحتى الآن عددا قليلا من الأفلام الدرامية الطويلة، أما الأفلام القصيرة فكانت تنتج في فترات متباعدة وبوسائل متواضعة إن لم نقل فقيرة، ولم تتزايد وتنتعش إلا منذ سنوات قليلة. وفيما يخص الجوانب الفنية للأفلام يقول صالح أمين: ان اغلب الأفلام لم ترق الى المستوى الذي نحلم به ونطمح إليه أي تلك التي تتناغم فيها الرؤية العميقة للواقع وللحياة، مع الأبعاد الجمالية التي تحققها عناصر فنية بارعة وواعية. ويضيف أمين: كانت محاولات فردية بجهود ذاتية طموحة وتكاليف بسيطة لم تستطع أن تؤسس لحركة سينمائية قادرة ان تفرض نفسها على الواقع ، وأن تخلق كوادر فنية مؤهلة، وأن تستقطب التمويل اللازم سواء من الحكومات أو القطاع الخاص لدعم هذه الفعالية أو حتى للاستثمار في هذا المجال. ويؤكد ان ذلك لا يعني ان تلك المحاولات ساذجة وبدائية ولا قيمة لها، بالنظر إلى كل محاولة كحالة مستقلة، كفيلم قائم بالعناصر الفنية المتاحة والامكانيات المادية المتواضعة، يتحتم علينا القول انها محاولات شجاعة، جريئة، جديرة بالثناء والاعجاب، وفنياً، هي لا تخلو من ومضات والتماعات ملفتة، قدمها شباب شغوفون بالفعل السينمائي. محاولات طموحة ويشير أمين الى انه من خلال المشاهدة نرى محاولات طموحة وتوجهات جادة لتحقيق أفلام تريد ان تعبر بجهودها الذاتية وأدواتها البسيطة وامكانياتها المحدودة، عن أشياء تدور في واقعها، عن قضايا يومية وأحلام ذاتية وهموم خاصة وعامة. و عن النقد والنقاد السينمائيين يرى أمين ان بعض النقاد يرفضون إطلاق تسمية «سينما» و «فيلم» على ما ينتجه الشباب فهم – من باب الاستهانة والازدراء- يعتبرون هذه الأعمال أفلاما بيتية يصنعها هواة غير موهوبين أو تجارب بدائية أو محاولات لا قيمة فنية لها، ويرى أن هذا تحامل لا يليق بناقد مهمته أن يدرس ويحلل ويكتشف، لا أن يلغي أو يقلل من شأن تجارب ربما لم يشاهد الكثير منها فعلى الناقد أن يكون مرنا ولا يكون صاحب نظرة علوية ومسبقة ويطلق أحكاما. التحديات والعراقيل وتناول الصعوبات والتحديات والعراقيل التي تواجه السينمائي الشاب ..فهو يحتاج إلى أموال تغطي شتى التكاليف الضرورية في عملية الإنتاج التي هي باهظة وليس بمقدوره أن يحصل عليها إلا من القطاع الخاص الذي لا يكترث بالسينما ولا يعتبرها مجالات صالحة للاستثمار. ويختم أمين صالح ورقته بالمطالبة بدعم المواهب الشابة وتحفيزهم على فتح آفاق جديدة في التعبير والاتصال، وتحريضهم على اكتساب المعرفة النظرية في الثقافة السينمائية، ودراسة الأفلام عبر المشاهدة والتحليل، والمعرفة العملية والتطبيقية وذلك من خلال ورش العمل المختلفة، والدورات التدريبية المكثفة.. وأن تتاح لهم حرية العمل بلا كوابح أو معوقات تقنية وابداعية وفنية . بعد المحاضرة كانت هناك الكثير من المداخلات والأسئلة أثارتها المحاضرة خاصة حول الثقافة السينمائية للشباب والتمويل وتشجيع المهتمين بالسينما وعدم احباطهم وتقنيات الفيلم القصير.وقد أجاب المحاضر عن كل الاسئلة التي طرحت لتنتهي الامسية بتقديم مدير الجمعية درعا تذكارية للمحاضر.