يفترض أن أعلق على موضوع اتهام المسرحيين ب«القطيع» الذي ورد في رد رئيس جمعية المسرحيين على موضوع نشرته على صفحتي في «فيسبوك» بتاريخ 3 تشرين الثاني (نوفمبر)، 2011، إذ إن أخلاقيات الإعلام الجديد والقديم توجب وضع المفردات المنشورة في سياق موضوعها وفكرتها، وألا تؤخذ العبارات مجردة ممّا قبلها وممّا بعدها، مع حفظ حقوق مناقشتها للقارئ، وتفنيدها والرد عليها، وإبداء وجهات النظر حولها بكل شفافية، لكنني سأتوقف عن التعليق بما أن الموضوع أمام نظر المحكمة في مدينة أبها، كما هو منشور في خبر صحيفة «اليوم» بتاريخ 14 كانون الثاني (يناير) 2012. وأجعل ما تقدم فرصة أن أعيد الشكر والعرفان للفنان الجميل الذي خدم الفن السعودي في زمن البدايات وأسهم مع زملائه من الرعيل الأول في تأسيس حركة فنية ومسرحية استمرت عبر الأجيال السابقة، وصولاً إلى الجيل الجديد الذي لم يبخل عليه أيضاً في وجوده معه لإكمال مسيرة الحركة المسرحية، ونقل تجاربه التي لم تخلُ من صعوبة البدايات، إذ كانت المحك لإثبات مقدرة الفنان السعودي على تقديم فن جميل يصل إلى فئات المجتمع المحلي والخليجي والعربي كافة، الفنان ورئيس جمعية المسرحيين السعوديين أحمد الهذيل، شكراً بحجم عطائك وتفانيك، شكراً على صمودك وتحديك. فرغم أنه لم يأتِ إلى رئاسة جمعية المسرحيين بالتعيين المفروض على المسرحيين، وإنما عن طريق الانتخاب من المسرحيين أنفسهم، وعليهم ما عليه، كونه نتاجاً لاختيارهم، وفي ظل انهزام وابتعاد بعض معاونيه من أعضاء المجلس هروباً من تحمُّل المسؤولية أمام المسرحيين الأعضاء الذين وثقوا بهم وانتخبوهم ليمثلوهم في إدارة الجمعية، المزمع أن تكون بيتهم الفني الذي يدافع عن حقوقهم وينصفهم ويشرعن إبداعهم ويسهل العقبات أمامهم، يتحمل سهام النقد بكل أشكالها وأبعادها المتوجهة لجمعية المسرحيين، وإلى منصبه كرئيس للجمعية، ولم يتخلَّ عن واجبه الذي أصبح تكليفاً من وزارة الثقافة والإعلام بعد تأجيل موعد انعقاد الجمعية العمومية للمسرحيين التي يعاد فيها انتخاب أعضاء مجلس الإدارة في دورتها القادمة. أما بخصوص محاكمته على خلفية كلمة قالها في سياق حديث له علاقة بحادثة معينة، وفي إطار موضوعها، فقد قرأت اعتذاراً من رئيس الجمعية عن قوله لها، ولم أستغرب منه الاعتذار، ما استغربته فعلاً هو سرعة هذا الاعتذار، وهو ما يوحي بأنه لا يريد أن يخوض في الدفاع عن حقيقة مقولته التي يرى كل منصف أنها وضعت في سياق مختلف عمَّا كانت عليه، وكشف من خلال اعتذاره سمات تعامله مع الفنانين، وأنه يراعي مواقفهم المختلفة، ويحترم وجهات نظرهم. لست مدافعاً هنا عن رأي رئيس الجمعية، وليس مصرحاً لي أن أحاكم النوايا، ولكنني أشكر من قدم لي التفسير الحقيقي لكلمة «القطيع»، ومن شرح لي أسباب محاكمة رئيس جمعية المسرحيين. أخيراً أتمنى على من يهمه الأمر أن يعود إلى صفحتي على «فيسبوك» فهناك تاريخ من الملاحظات ذات الصلة.