دشنت مؤسسة «عالم المعرفة» المتخصّصة في المحتوى الرقمي، قاعدة بيانات عربية ضخمة للدوريات العلمية والتقارير الإحصائية في المنطقة العربية، ضمن موقع شبكي هو «إي- معرفة.نت» e-marefa.net. وأوضح سامي الخزندار المشرف العام على قاعدة «إي- معرفة»، في مؤتمر صحافي عقد في عمّان أخيراً، أن مؤسسة «عالم المعرفة» دشنت المرحلة الأولى من خدمات قاعدة بيانات عربية إلكترونية تقدّم دوريات علمية وتقارير إحصائية تصل إلى الدول العربية. وبيّن الخزندار أن هذه المرحلة تتضمن تقديم نصوص كاملة لقرابة 45 ألف دراسة ومقال علمي وتقرير إحصائي، في تخصصات معرفية وعلمية متنوّعة. وتوقّع الخزندار ارتفاع محتوى المرحلة الأولى إلى 70 ألف مادة عند ختام العام الجاري، واعداً بزيادة هذا العدد بشكل مطّرد سنوياً. وقال: «تبدأ المؤسسة المرحلة الثانية من مشروعها المعرفي، قاعدة «معرفة»، التي تتضمن عروض كتب، وآلاف الرسائل الجامعية، وملخصات الأطروحات الصادرة في العالم العربي». تعزيز المحتوى العربي رقمياً وعرّف الخزندار «إي- معرفة» بأنها قاعدة بيانات عربية شبكية Online Arab Database، تتضمن المواد العلمية التي تصدر في العالم العربي أو تصل إليه، باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية. ورأى أن أهمية هذه القاعدة تكمن في تسهيل وصول الباحثين والطلاب العرب، وصناع القرار ومراكز التفكير، إلى الإنتاج العلمي والفكري العربي، إضافة إلى دورها في التعريف بالباحثين العرب وإنتاجاتهم علمياً، وتسهيل التعاون بينهم من جهة، ومع المجتمع العلمي في دول العالم من جهة أخرى. واعتبر أن «إي- معرفة» تعزّز قدرات اللغة العربية ومحتواها في الفضاء الافتراضي الرقمي. وشدّد الخزندار على أن «إي- معرفة» تشكّل جهة وحيدة عربياً في امتلاكها بيانات ل 1378 مجلة علمية، و485 تقريراً إحصائياً دورياً، كما تقدم النصوص الكاملة الصادرة عنها. ولفت إلى توقيع «عالم المعرفة» اتفاقيات تعاون مع قرابة 250 هيئة علمية عربية، في 18 دولة عربية، تقضي بضم دورياتها وتقاريرها وإصداراتها إلى قاعدة بيانات «إي- معرفة»، مع الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية للجهات الناشرة. ودعا الخزندار المؤسسات الأكاديمية والبحثية والحكومية، إضافة إلى المنظمات الأهلية، إلى الاطلاع على قاعدة بيانات «إي- معرفة» عبر الموقع الالكتروني «إي- معرفة.نت» e-marefa.net، التي توفّر تواصلاً مباشراً معها عبر البريد الإلكتروني «إنفو@إي- معرفة.نت» [email protected]. وأشار إلى الموقع يتيح للمؤسسات العربية اشتراكاً تجريبياً لإطلاعهم على طبيعة عمله، وحجم الخدمات التي يقدّمها عبر الإنترنت. ويوفر «إي-معرفة.نت» 7 قواعد بيانات مصنّفة في علوم الإنسانيات والاجتماع والطب والاقتصاد والهندسة والطبيعة، إضافة إلى تقارير إحصائية متنوّعة تغطي مجالات علمية شتى. تعاون معرفي في السياق عينه، كشف الخزندار عن تعاون استراتيجي يجمع مؤسسة «عالم المعرفة للمحتوى الرقمي» وشركة «إبسكو» EBSCO الأميركية المتخصّصة في النشر الإلكتروني، ما من شأنه أن يمكّن المؤسسة من تقديم خدماتها في قرابة 200 دولة. ولفت إلى أن هذا التعاون يشكّل مبادرة أولى من نوعها في العالم العربي، معتبراً إياه دليلاً على الميزة التي يتمتع بها «إي- معرفة»، ومدى توافقه مع المعايير المتعارف عليها عالمياً. وفي سياق متّصل، بيّنت المؤسسة أنها تسعى إلى إيجاد قاعدة معرفية تصلح لأن تكون أداة استقصاء لمؤشرات البحث العلمي في العالم العربي، وتعزيز إمكانات اللغة العربية، ومجتمع المعرفة العربي واقتصاده في الفضاء الافتراضي، وفتح قنوات الاتصال والتعاون العلمي بين الباحثين والمؤسسات التعليمية والعلمية والاقتصادية، إضافة إلى توفير الإنتاج العلمي والفكري في الدول العربية، وتسهيل وصول الباحثين إليه. وأشارت إلى أن قاعدة البيانات «إي- معرفة» توفر محتوى موثوقاً ومتكاملاً عبر نافذة بحثية موحّدة، وتتيح التنوّع والشمولية، مع الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية. واعتبرت أن القاعدة تعطي مدخلاً لمشاريع ودراسات في دول عربية عدّة، كما تشكّل مرجعاً علمياً ومختبراً مهنياً واسعاً، بفضل تنوع محتواها الرقمي وثرائه، إضافة إلى مرجعيتها في قوننة المصطلحات العلمية العربية. في معرض حديثه عن مسار تأسيس قاعدة «إي- معرفة»، أشار الخزندار إلى عقبات اعترضت هذا المسار، من بينها عدم وجود قاعدة بيانات ببليوغرافية شاملة للدوريات في العالم العربي، وعدم وضوح نُظُم الملكية الفكرية لدى غالبية الجهات الناشرة، وافتقار بعض المسؤولين عن المؤسسات العربية للفهم الكافي بأهمية هذا النوع من المبادرات الرقمية، إضافة إلى البيروقراطية وضعف التنسيق الإجرائي وغيرها. وأخيراً، أشار الخزندار إلى تعقيدات فنية كبيرة اعترضت بناء نظام حوسبة عربي أصيل وتصميمه، بمعنى أنه غير معرب، يستطيع التعامل مع النُّظُم المتقدّمة في صنع البيانات الرقمية وقواعدها.