تستعد مؤسسة الفكر العربي لإطلاق أول مشروع من نوعه في الوطن العربي، يتمثل في إنشاء قاعدة بيانات إحصائية تفاعلية ستبث على الموقع الإلكتروني للمؤسسة، وتوفر هذه القاعدة البيانات الرقمية والإحصاءات المرتبطة بالتواجد النوعي والكمي للمحتوى الرقمي العربي المتاح على مختلف قنوات النشر الموجودة على الإنترنت، ومن المتوقع أن يتجاوز هذا المحتوى 10 ملايين وحدة معلوماتية، ويقصد بالمحتوى الرقمي في مفهوم هذا المشروع كل ما هو متاح على شبكة الإنترنت بحروف عربية، وكذلك المحتوى العربي السمعي والبصري. وأعلن الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي سليمان عبدالمنعم عن قيام المؤسسة حاليا بإجراءات تسجيل الملكية الفكرية لهذا المشروع، الذي سيتيح للجمهور العربي الاطلاع على المحتوى الرقمي العربي بلمسة إصبع، وذلك وفقا لمعايير النوعية، والبلدان، وقنوات النشر، والخصائص، والحجم، كما سيتيح هذا المشروع الرائد وغير المسبوق حاليا في العالم العربي، توفير مجموعة من الخدمات من ضمنها تصنيف دوري يصدر كل ثلاثة أشهر لأهم عشرة مواقع عربية على شبكة الإنترنت، والجديد أن هذا التصنيف يتجاوز المعايير التي يأخذ بها مؤشر «ألكسا» Alexa ويعتمد على مجموعة معايير مستحدثة خاصة بمؤسسة الفكر العربي، كما ستسهم هذه القاعدة الرقمية في تحديد القيمة السوقية (المالية) لمختلف قنوات النشر العربية المتوافرة على الإنترنت ومنها المواقع والمدونات. وأوضح عبدالمنعم أن المشروع يقع في إطار الرصد الرقمي الآلي للبيانات والمعلومات، ويتصف عموما بأنه دراسة رقمية ذات منحى دلالي مبنية على شجرة تقسيمات موضوعية عامة مع تفريعات من خلال واصفات موضوعية يتجاوز عدد الأربعمائة واصفة (Thesaurus) متخصصة مأخوذة من مكانز ومتخصصة تشمل ثمانية محتويات أساسية، هي: المحتوى الاقتصادي، والمحتوى الاجتماعي، ومحتوى العلوم والبحث العلمي، والمحتوى التربوي التعليمي، والمحتوى الثقافي، والمحتوى العسكري والأمني، ومحتوى الإعلام والاتصال، والمحتوى السياسي والتشريعي، ويتفرع كل محتوى إلى عدد من الموضوعات الفرعية، كما يشتمل المشروع على المعلومات المكتوبة بحروف عربية وصيغ توافرها، إضافة إلى الصور بشقيها الثابت والمتحرك Videos والمنتجات الصوتية المصاحبة لها والمتواجدة في الصفحات العربية. أما المحتوى المرئي والصوتي المتوافر على مواقع بأسماء أجنبية فسيجري العمل على انتقائه من المواقع المهمة والجادة في هذا النطاق. وينطلق المشروع من مفهوم محدد للمحتوى الرقمي العربي بحيث لا يقتصر بالضرورة على ما تتيحه محركات البحث العالمية العامة والمتخصصة على شبكة الإنترنت، وأكد أن الهدف من هذا المشروع هو تقديم وصف شامل ودقيق للمحتوى الرقمي العربي وتطوره (كشف عن وجود أول مدونة عربية ترجع للعام 1990!!) والاتجاهات التي يسير نحوها بحيث يشير إلى مواقع الضعف وإمكانيات الاستثمار الرقمي في المستقبل بما يخدم ويطور الإسهام العربي في التنمية وتوفير المعرفة. تجدر الإشارة إلى أن المشروع يتألف من فريق تقني وهيئة استشارية، ويسهم في تمويله مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في شركة «أرامكو» السعودية.