أبوجا، جنيف – رويترز، أ ف ب - لليوم الرابع على التوالي، خرج عشرات الآلاف من النيجيريين الى الشوارع للاحتجاج على قرار الحكومة إلغاء دعمها للوقود، والذي رفع أسعار البنزين إلى أكثر من الضعف. وأكد ذلك تمسك نقابات العمال بمطالبهم والتي ايدتها نقابة عمال النفط أمس باعلانها وقف الانتاج بدءاً من الاحد، علماً ان قطاع النفط الاستراتيجي يؤمن نحو ثلثي عائدات الدولة الفيدرالية في نيجيريا، اكبر منتج للنفط الخام في افريقيا بنحو 2.4 مليون برميل يومياً. وشملت احتجاجات امس كل المدن الممتدة من لاغوس جنوباً الى مايدوغوري المضطربة في الشمال، وظلت البنوك والمتاجر والمطارات والمدارس مغلقة، في حين واصل الباعة الصغار والمتجولون عملهم. ورددت الحشود في لاغوس، المدينة التجارية الرئيسية بنيجيريا، شعارات مناهضة للحكومة، وتوقع بعض المحتجين أن تتفاقم الأمور في حال عدم التوصل الى حل سريع، علماً ان الطابع السلمي يغلب على الاحتجاجات حتى الآن. في غضون ذلك، قتل اربعة مسيحيين على ايدي عناصر يشتبه في انتمائهم الى جماعة «بوكو حرام» الاسلامية المتشددة في مدينة بوتيسكوم بولاية يوبي (شمال شرق) ذات الغالبية المسلمة والخاضعة لحال الطوارئ منذ 31 كانون الثاني (يناير) الماضي. وروى سكان ان المسلحين فتحوا النار على سيارة القتلى المنتمين الى قومية ايغبوس المسيحية في الجنوب، بعدما توقفوا لتعبئة بنزين من محطة للوقود تقع على مشارف بوتيسكوم. وفي مدينة يولا عاصمة ولاية اداماوا (شمال شرق)، قتل مسلحون شرطياً واحداً على الاقل في هجوم شنوه على مركز امني في غامبوتو. ومنذ الاعتداءات الدامية في يوم عيد الميلاد، حين سقط 49 قتيلاً على الاقل، أسفرت سبع هجمات استهدفت مسيحيين عن اكثر من 88 قتيلاً. وتبنت غالبية الهجمات جماعة «بوكو حرام» المتشددة. وترافق ذلك، مع اعلان المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي، ان «بوكو حرام» قد تواجه تهمة ارتكاب «جرائم ضد الانسانية»، اذا اثبت القضاء انها شنت هجمات ممنهجة وشاملة ضد المدنيين. وقالت: «الاعمال المتعمدة التي تؤدي الى تطهير بين السكان على قاعدة الدين او الإتنية تعادل ايضاً جرائم ضد الانسانية». ودعت بيلاي المسؤولين الدينيين في نيجيريا الى توحيد قواهم «لمواجهة إدانة لا لبس فيها لكل عمل عنف بما في ذلك الاعمال الانتقامية»، وطالبتهم ايضا «بتشجيع أتباعهم على الإبلاغ عن المتورطين في المجازر واعمال العنف الاخرى التي حصلت، ومساعدتهم في توقيفهم».