أسفرت اعمال العنف التي نسبت الى جماعة بوكو حرام الاسلامية في نيجيريا عن مقتل اكثر من الف شخص منذ منتصف مارس 2009 في هذا البلد الأكثر اكتظاظا في افريقيا والمنتج الاول للنفط في هذه القارة. - الوضع الحالي : بوكو حرام التي كانت اصلا طائفة عنيفة تستهدف مسؤولين سياسيين وشرطيين في معقلها في شمال شرق نيجيريا، تحولت الى منظمة قادرة على التخطيط لعمليات انتحارية خصوصا في العاصمة ابوجا استهدفت مقر الاممالمتحدة والمقر العام الوطني للشرطة او رئاسة تحرير صحيفة نافذة. - الاصول: ظهرت بوكو حرام لاول مرة في 2004. ومعنى بوكو حرام بلغة الهاوسا المحلية في شمال نيجيريا هو «التربية الغربية حرام». وهناك فصائل متعددة باهداف مختلفة احداها مرتبطة بشخصيات سياسية واخرى متأثرة بايديولوجية اسلامية متشددة. - الاهداف: اكدت الجماعة في البداية انها تسعى الى اقامة دولة اسلامية في الشمال لكن مطالبها اختلفت وطالبت ايضا بالافراج عن اعضائها المسجونين. - الاعمال: يشتبه في ان تكون مجموعات اجرامية تتحرك تحت غطاء اعمال بوكو حرام. وتأتي النظريات من كل حدب وصوب ويتحدث البعض عن مؤامرة يحيكها خصوم الرئيس غودلاك جوناثان الذين يدعمون بوكو حرام. ويواجه الرئيس النيجيري المسيحي المنحدر من الجنوب معارضة كبيرة في الشمال. وبعدما كثفوا اغتيال شرطيين ومسؤولين محليين في معقلهم بشمال شرق البلاد، شن الاسلاميون سلسلة اعتداءات انتحارية في العاصمة ابوجا استهدفت مقر الاممالمتحدة ومقر قيادة الشرطة او حتى صحيفة نافذة - القيادة: كان اول زعيم لهذه الجماعة محمد يوسف الذي جمع حوله الشباب ولم يكن ملما بالقرآن الكريم بحسب استاذ تعمق في دراسة بوكو حرام. ومعاونه السابق هو ابو بكر شيكاو الزعيم الحالي للخلية الاسلامية الرئيسية في بوكو حرام الذي اعلن انه يريد تغيير اسم الجماعة الى «انصار تعاليم الرسول للدعوة والجهاد». - التمرد: اطلقت جماعة بوكو حرام تمردا في 2009 وحاربت الجيش لحوالى اسبوع. واوقع القمع حوالى 800 قتيل وادى الى تدمير المقر العام للجماعة في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو (شمال شرق) على الحدود مع النيجر وتشاد وكاميرون. كما قبض الجيش على محمد يوسف الذي قتل لاحقا برصاص الشرطة. - عودة ظهور الجماعة: لم تنفذ بوكو حرام اي عمليات لاكثر من عام قبل ان تعود مجددا الى الواجهة في 2010 وتوسع مسرح عملياتها الى مناطق اخرى في شمال البلاد ووسطها. وضاعفت هجماتها بالمتفجرات واصبحت العمليات الانتحارية اكثر دموية. - ولاء بوكو حرام: يؤكد دبلوماسيون ان اعضاء في بوكو حرام تدربوا في مالي على يد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، وهو تعاون يقلق الدول الغربية التي تراقبه عن كثب. والسنة الماضية شهدت تكثفا لهجمات بوكو حرام ما اثار قلقا حيال مستقبل الامة التي تعد غالبية مسلمة في الشمال وغالبية مسيحية في الجنوب. وبعدما كثفوا اغتيال شرطيين ومسؤولين محليين في معقلهم بشمال شرق البلاد، شن الاسلاميون سلسلة اعتداءات انتحارية في العاصمة ابوجا استهدفت مقر الاممالمتحدة ومقر قيادة الشرطة او حتى صحيفة نافذة. ومئات الضحايا الذين سقطوا في اعتداءات بوكو حرام غالبيتهم من المسلمين لكن المجموعة استهدفت ايضا مسيحيين عبر تفجير كنائس في وسط وشمال البلاد. لكن المجموعة التي تضم عدة فصائل ذات اهداف مختلفة تندرج الى حد كبير في اطار الاشكالية النيجيرية وهي نتيجة مجتمع لا تسوده المساواة وفاسد كما يرى مراقبون. وغالبية النيجيريين تعيش باقل من دولارين في اليوم فيما هناك اقلية صغيرة تستغل اموال عائدات النفط. في لاغوس العاصمة الاقتصادية للبلاد، فتح متجر بورش في الاونة الاخيرة ابوابه فيما تعيش المدينة مثل بقية انحاء البلاد على وقع انقطاع التيار الكهربائي. والجنوب حيث توجد المنطقة النفطية وينحدر منها الرئيس يعتبر اكثر ثراء ويعد نسبة اكبر من المتعلمين مقارنة مع الشمال الذي عارض الكثير من سكانه ترشيح جوناثان. وفي مايدوغوري، تشبه بعض الاحياء مناطق حرب تنتشر فيها سيارات ومنازل محروقة حيث يقوم جنود مجهزون باسلحة ثقيلة بدوريات. ونصب الجيش عدة نقاط تفتيش لكن ذلك لم يمنع الاسلاميين من مهاجمة مدارس. وتؤكد السلطات ان الوضع في مايدوغوري يتحسن. وادى اكبر انتشار عسكري بالتأكيد الى وقف الهجمات الواسعة النطاق لكن اصوات التفجيرات واطلاق النار لا تزال تسمع بشكل شبه يومي. وقد فر الاف السكان فيما فرض حظر تجول بين الساعة 19,00 حتى 6,00. لكن في النهار تستعيد المدينة نشاطها وتشهد حركة السير ازدحاما على محاور الطرقات الرئيسية. وقال الناطق باسم القوة الخاصة المنتشرة في مايدوغوري اللفتانت كولونيل صغير موسى «من الواضح ان الوضع اعيد الى مستوى يمكن ضبطه». لكن العنف انتشر الى مناطق اخرى مثل ولاية يوبي المجاورة او مدينة كانو الكبرى حيث قتل مئات الاشخاص. من جانب اخر ندد سكان من مايدوغوري بالتجاوزات التي يرتكبها الجنود وتحدثوا عن عسكريين يضرمون النار بمنازل ويقتلون مدنيين متهمين بالتعاون مع الاسلاميين. ويؤكد اللفتانت كولونيل موسى ان الجيش يأخذ هذه الادعاءات على محمل الجد ويحاول كسب ثقة السكان.