القاهرة- يو بي أي- أعلن أسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري السابق حسني مبارك أن الأخير كان بإمكانه تجنُّب ما حدث له لو استمع لنصيحته في بداية سنة 2002، بعدم خوض انتخابات الرئاسة 2005. وقال الباز إنه نصح مبارك بألا يعيد ترشيح نفسه للرئاسة مرة أخرى وأن يبدأ بنقل السلطة بشكل تدريجي وأن يعطي الفرصة لجيل آخر "يكون تحت إشرافنا حتى نتأكد من أنه يسير في المسار الصحيح". وأعرب عن أسفه لتفضيل مبارك الاستماع إلى أشخاص كثيرين لهم مصالح في بقائه في السلطة لم ينقلوا له الأوضاع على حقيقتها، بل كانوا يزيفونها وهو ما تسبب فيما آلت إليه الأمور، و"كان زكريا عزمي دائماً يحاول أن يحجب عن الرئيس السابق بعض الحقائق؛ فقد كان يلعب بالبيضة والحَجَر (مراوغ)". ونفى الباز ما يتردَّد عن أن مبارك كان حليفاً استراتيجياً لإسرائيل أو موالياً لها، معتبراً أن مبارك "كان يتصرف بما يتماشى مع مصلحة البلاد، وكان يرفض الدخول في أي أمور من الممكن أن تتسبب في توتر العلاقات مع إسرائيل، فقد كان يريد الاهتمام بتنمية البلاد والابتعاد عن الحروب والنزاعات". كما نفى المستشار السياسي للرئيس السابق أن يكون قد دعم ملف التوريث (ترشّح جمال مبارك نجل الرئيس السابق لمنصب الرئيس)، مؤكداً أن رفضه الموضوع كان أحد الأسباب الرئيسية في ابتعاده عن مؤسسة الرئاسة. وأضاف انه لا يُنكر أنه كُلف من قِبل الرئيس السابق مبارك بتعليم جمال مبارك السياسة، ولكنه لم يكن من الداعمين لتوليه رئاسة الجمهورية، وتابع"لكنني لن أستطيع أن أفرض رؤيتي على أحد، وكل ما فعلته هو أنني قدمت نصيحتي لهم بعدم المضي في هذا الملف". كما قال الباز أنه كان رافضاً بشدة لمسألة تصدير الغاز الطبيعي المصري إلى إسرائيل ولتطبيع العلاقات معها. ومن ناحية أخرى قال الباز إن ثورة الخامس والعشرين من يناير تعد خطوة على طريق الديمقراطية، وهي ماضية في تحقيق أهدافها برغم بعض الأخطاء التي يمكن تداركها. وأضاف "إنني كنت سعيداً بالثورة وذهبت إلى ميدان التحرير وتحدثت مع الناس وكنت سعيداً بهذه الثورة". وأعرب عن قناعته بأن يكون رئيس مصر المقبل مدنياً "لأن الشخصية المدنية قريبة من الشارع المصري، بعكس الشخصية العسكرية التي قضت غالبية حياتها في نمط مغاير من الحياة".