باريس - أ ف ب - بعد أكثر من 20 سنة على فيلم «دينجوروز لييزونز» (علاقات خطرة) السينمائي الشهير، يعطي جون مالكوفيتش زخماً جديداً لهذه الرواية في مسرح باريسي حيث يسلط الضوء على «النزاع» القائم بين الرجل والمرأة والذي لم يتغير بنظره كثيراً على مدى قرون. ويقول: «لا أقول الحرب بين الرجل والمرأة بل النزاع بينهما، وهذه الحالة لم تتغير كثيراً منذ عصر شوديرلو دو لاكلو» أي كاتب رواية «لييزون دانجوروز» في القرن ال18. ويضيف الأميركي مالكوفيتش بفرنسية جيدة: «في غالبية الأحيان تكون المشاعر العميقة عنيفة وأظن أن المشاعر تبقى هي هي». وتستند هذه المسرحية التي ستعرض على مسرح «لاتولييه» في باريس، ابتداء من اليوم، إلى نص للمؤلف المسرحي كريستوفر هامبتون في ترجمة جديدة إلى الفرنسية قامت بها فانيت بارايا. ووزعت الأدوار على ممثلين شباب اختارهم المخرج من بين 300 طالب ملتحقين بصفوف المسرح والموسيقى، إذ إن أعمار أبطال الرواية كانت تتراوح وفق مالكوفيتش بين 15 و30 سنة. ويشرح أن هذه المسرحية «تمزج ما بين القرن الثامن عشر والحاضر - لا سيما في ما يخص الأزياء - في مسرح مجرد». ويلجأ الممثلون للتواصل إلى الوسائل الحديثة من هواتف محمولة ورسائل نصية. وفي خضم مجتمع مليء بالتناقضات، يتنافس عاشقان في الفسق ويتبادلان الرسائل عن «إنجازاتهما». ولعب المخرج والممثل الأميركي (58 سنة) دور فالمونت إلى جانب غلين كلوز بدور ماركيزة ميرتوي، في فيلم ستيفان فرييرز الذي عرض في عام 1988 وهو يؤكد «لم أر هذا الفيلم منذ أكثر من 20 سنة». ويعتبر مالكوفيتش أن «من المستحيل المقارنة بين المسرح والسينما». فالمسرح «تجربة عابرة وحيوية تختلف من ليلة إلى أخرى». ويعترف بأن رواية «لييزون دانجوروز» لطالما أعجبته بأسلوبها القوي. ويضيف: «كان لاكلو يريد أن يكشف حقائق عميقة وقديمة لا مجال لنسيانها ولا مفر منها. فقد خسر فالمونت المعركة منذ البداية. فهو يريد أن يغوي مدا دو تورفيل ليعزز صورته كزير نساء في حين أنه أغرم بها وهو لا يدرك ذلك من حماقته». ويتابع: «ولعل ذلك هو أهم ما في المسرحية، فالأبطال لا يدركون حقيقة مشاعرهم... شأنهم في ذلك شأن الجميع».