استعاد الدكتور أسامة أحمد السباعي جهود والده في إنشاء أول مسرح سعودي كونه شاهد عيان على المرحلة، وشرح بإسهاب المعاناة التي لقيها رائد المسرح السعودي في مواجهة ما وصفه ب"العقليات المتشددة" التي رفضت بشكل قاطع عرض مسرحيته "فتح مكة" بعد أن أنشأ مسرحا مزودا بكل الإمكانات. جاء ذلك، في احتفال فرع جمعية الثقافة والفنون في جدة بيوم المسرح العالمي مساء أول من أمس، في ظل غياب ملحوظ للمشتغلين في المسرح والكتاب والمثقفين، والذي أثار تساؤلات عدد من الحضور شكل الشباب غالبيتهم. واعتبر مدير جمعية الثقافة والفنون عبدالله التعزي الاحتفال بالمسرح احتفالا بالدنيا نفسها، مستعيرا عبارة شكسبير الشهيرة "إنما الدنيا مسرح كبير". وأضاف التعزي في كلمته التي افتتح بها الحفل "في هذه الليلة نحن معنيون بتكريم رائد المسرح السعودي الراحل أحمد السباعي الذي امتلك رؤية فنية متقدمة وخطا بريادة رائعة في بناء المسرح السعودي حيث بنى أول مسرح بمكةالمكرمة في ستينيات القرن الماضي وقد أعد خشبة المسرح لتقديم أول مسرحية بعنوان (فتح مكة) طلب كتابتها من الراحل محمد عبدالله مليباري، مشيرا إلى أن جمعية الثقافة والفنون بجدة تقوم بطباعتها الآن بوصفها أول مسرحية سعودية تم تجهيزها للعرض. وأضاف التعزي في كلمته: أن التقاءنا في يوم المسرح العالمي هو احتفاء بالمسرح، وفي احتفائنا بالمسرح، حري بنا أن نعطيه ونعلي شأنه أكثر مما ننتظر منه، لذلك تحرص الجمعية في هذا اليوم أن تستحث المسرحيين على الاعتناء بالبيئة المسرحية من حيث هي ثقافة ومعرفة وإبداع وتاريخ، وعلى أن نلقي جانبا كل ما يبعدنا عن ممارسة إبداعنا بصفاء وأن ننتصر لإشكالاتنا الثقافية أكثر من انتصارنا لإشكالاتنا الشخصية. وعرض بالمناسبة فيلم وثائقي عن مسرح أحمد السباعي في مكةالمكرمة، والذي تحول إلى أنقاض بفعل الإهمال وعوادي الزمن، وظهرت في الفيلم مشاهد مؤثرة عما تبقى من أطلال أول بناء ضم صالة مسرحية في المملكة. وفي كلمة يوم المسرح العالمي، ألقى الممثل عبدالعزيز الشمري الكلمة الرسمية لمنظمة اليونيسكو وكتبها الممثل الأميركي جون مالكوفيتش. وشمل الاحتفال عرضا مسرحيا بعنوان "مسرحعيون" كتب نصه عبدالعزيز السماعيل وأخرجه أحمد الصمان وشارك فيه إلى جانب الصمان، هارون سعد، منذر النغيص، محمد اليحياوي. وبهذه المناسبة قدم مدير جمعية الثقافة والفنون درعا تذكاريا تكريما لرائد المسرح السعودي أحمد السباعي تسلمه ابنه الدكتور أسامة السباعي، كما تم تكريم عدد من الناشطين في مجال المسرح من الشبان الذين شاركوا بهذه المناسبة، وأثبتوا أن اهتمامهم بالمسرح السعودي يفوق بشكل واضح اهتمام المشتغلين المكرسين فيه، كما يفوق بالتأكيد اهتمام الكتاب والمثقفين الذين غابوا عن هذه المناسبة المهمة.