كوالالمبور - ا ف ب، الحياة - يرى المحللون ان تبرئة زعيم المعارضة الماليزية انور ابراهيم ستعطي زخماً لمعارضي السلطة قبل بضعة اشهر من الانتخابات التشريعية التي قد تفضي الى نهاية حكم مستمر منذ اكثر من نصف قرن. وقال اوي كي بنغ من مركز الدراسات لجنوب شرق اسيا، ومقره في سنغافورة، "ان المعارضة تلقت بالتأكيد دفعا كبيرا". واضاف الخبير "ان ذلك رفع معنويات (المعارضة). فالمحاكمة اضرت بالمعارضة وبأنور ابراهيم شخصيا"، في اشارة الى سنتين من الملاحقات القضائية التي انتهت بتبرئة زعيم المعارضة الاثنين. وكان انور ابراهيم متهماً باللواط وهي جريمة عقوبتها السجن لعشرين سنة في ماليزيا البلد المأهول بغالبية من المسلمين. لكن الزعيم المعارض (64 عاما) الذي يتمتع بكاريسما قوية كان ينفي دائماً هذه التهمة مندداً بملف تمت فبركته جملة وتفصيلا بعد المكاسب الانتخابية الكبيرة التي حققها تحالف المعارضة بقيادته في الانتخابات التشريعية الاخيرة في 2008. وفور اعلان تبرئته الذي لم يكن متوقعا، توعد انور ابراهيم باسقاط الحكومة التي وصفها ب"الفاسدة". وقال ان المعارضة ستجتمع قريبا لاعداد برنامجها استعدادا للانتخابات التشريعية التي يتوقع ان تتم الدعوة اليها في الاشهر المقبلة. وقد سبق واتهم انور ابراهيم في 1998 باللواط والفساد بعد ان استقال من منصبه كنائب لرئيس الوزراء اثر خلاف مع رئيس الحكومة انذاك مهاتير محمد. وامضى انور ابراهيم ست سنوات في السجن قبل اسقاط ادانته في 2004. وتبرئته اطلقت مجددا الحملة استعدادا للانتخابات المقبلة. وكان "تحالف الشعب" الذي ينادي ببرناج اشتراكي ديمقراطي الى حد كبير ويقوده انور ابراهيم فاز بثلث المقاعد النيابية في 2008، مما اثار الصدمة والغضب لدى الائتلاف الحاكم وخصوصا الحزب الذي يهيمن على البلاد منذ الاستقلال قبل اكثر من نصف قرن. ويشير اخر استطلاع للرأي شمل الف ناخب في اب/اغسطس الماضي الى تراجع واضح في شعبية رئيس الوزراء الحالي نجيب رزاق الذي خسر ست نقاط قياسا الى ايار/مايو لكن ما زال يحظى ب59%. وذلك يدل على ان المعركة ليست محسومة بالنسبة للاصلاحي والليبرالي انور ابراهيم. وحذرت المحللة السياسية في جامعة سنغافورة بريدجت ويلش من ان "تحديه بات يتمثل في اظهار اي سياسات يمكنه ان يقدم". وقال ابراهيم سفيان مسؤول مركز مرديكا الذي يعد اول معهد لاستطلاعات الرأي في البلاد انه سيتعين على انور ابراهيم تحسين شعبيته لدى سكان الارياف من اتنية الملاي. وتمثل اتنية الملاي حوالى 60 في المئة من التعداد السكاني الاجمالي المقدر ب28 مليون نسمة، امام الصينيين والهنود خصوصا. ورات المحللة ان على انور ابراهيم ايضا اقناع المواطنين بمتانة تحالف المعارضة الذي يقوده والمؤلف من احزاب متنوعة بدءا بحزب اسلامي من الملاي وصولا الى منظمة صينية هندية علمانية. كما سيتعين على انور ابراهيم ان يعتمد على رئيس وزراء اصلاحي يملك العزيمة على الغاء القوانين القديمة القمعية المستمدة من الاستعمار البريطاني. وفي هذا السياق قد تصب تبرئة زعيم المعارضة التي تظهر استقلالية القضاء، في مصلحة الحكم القائم. وقالت ويلش "اعتقد حقا ان نجيب (رزاق) يخرج منتصرا. ذلك يظهر انه يريد مواجهة الناخبين وان يحكم عليه في معركة منصفة بدلا من الفوز بفضل تكتيكات بوليسية قديمة". ___________ * مواضيع ذات صلة - أنور ابراهيم يعزو تطور بلاده إلى تحقيق المساواة بين الجنسين (24-6-2008) - إندونيسيا, كبرى الدول الأسلامية, هل تطبق الديموقراطية كاملة؟ عبدالحسن الأمين (11-7-2004)