أكد الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد امس أن مرحلة تأثير "الاستكبار العالمي" علي الشعوب الثورية قد ولت وأن من واجب إيران وفنزويلا مساعدة الشعوب "المستضعفة" و"الثورية" وتعزيز الجبهة المناهضة "للإمبريالية" في العالم. وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) أن أحمدي نجاد أكد خلال المحادثات المشتركة التي أجراها مع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز امس في طهران على ضرورة استخدام كافة الامكانيات لتطوير ودعم التعاون الثنائي بين البلدين. وقال إن بامكان إيران وفنزويلا متابعة التعاون المشترك فيما بينهما في مناطق العالم المختلفة في ضوء تنفيذ الاتفاقيات الثنائية. وشدد الرئيس الإيراني على أن الشعوب "العقائدية والثورية" مثل الشعب الإيراني والفنزويلي سيقفان دوما جنبا إلي جنب، مؤكدا ضرورة تطوير العلاقات بين إيران وفنزويلا نظرا لوجود مصالح و"أصدقاء وأعداء مشتركين". من جانبه أشار الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز إلى مشاركة وتعاون إيران وفنزويلا في الجبهة المناهضة "للإمبريالية" بالعالم مؤكدا أن علي طهران وكاراكاس مساعدة "الشعوب الثورية" في ضوء المزيد من تطوير ودعم العلاقات فيما بينهما، كما دافع تشافيز عن حق ايران في تطوير برنامج نووي مدني. وتأتي زيارة شافيز الحليف الاساسي لايران في اميركا اللاتينية غداة اعلان احمدي نجاد ان بلاده لا تأبه بعقوبات اقتصادية دولية جديدة وستواصل برنامجها النووي لانتاج الطاقة. ونقل التلفزيون الفنزويلي عن شافيز قوله "نحن واثقون من ان ايران كما اظهرت، لن تتخلى عن جهودها للحصول على كل التجهيزات والمنشآت لاستخدام الطاقة النووية لاغراض مدنية وهو حق سيادي لكل شعب". واضاف شافيز الذي وصل ليل الجمعة السبت الى طهران قادما من دمشق "ليس هناك دليل واحد على ان ايران تنتج سلاحا ذريا". وتابع "قريبا سيتهموننا بانتاج قنبلة ذرية"، ملمحا بذلك الى الغربيين وعلى رأسهم الولاياتالمتحدة. وتعمل فنزويلا على مشروع تمهيدي لبناء "قرية نووية" بمساعدة ايران "ليتمكن الشعب الفنزويلي من الاعتماد على هذا المصدر الرائع للطاقة الذي يستخدم لغايات مدنية في المستقبل"، على حد قول تشافيز. وتستمر زيارة شافيز الذي كان احد اوائل مهنئي احمدي نجاد بعد فوزه لولاية رئاسية ثانية في الانتخابات، لايران يومين. وقالت وكالة الانباء الايرانية مهر انها الزيارة السابعة لتشافيز الى ايران. وزار شافيز خلال جولته في المنطقة ليبيا والجزائر وسوريا وسيزور بيلاروس وروسيا وتركمانستان واسبانيا. في سورية استقبلت حشود شافيز وهي تردد "فيفا شافيز" و"شافيز صديقنا" في السويداء جنوب سورية، المدينة التي يقيم حوالى مئتي الف مهاجر من سكانها في هذا البلد الواقع في اميركا اللاتينية. وقال معين العيسمي بحماس "انني فخور بهذه الزيارة التي تعكس لنا نحن في السويداء نجاح مواطنينا في فنزويلا". ومعين هو قريب وزير الداخلية والعدل الفنزويلي طارق العيسمي المتحدر من السويداء. والى جانب هذه العلاقة التاريخية، اثار شافيز حماس الحشد بخطابه، وقال ان "الامبريالية تدعي اننا الحشود تحاول مصافحة تشافيز في السويداء السورية (ا ب) (محور الشر) لكنني اؤكد من السويداء ان محور الشر هو الامبريالية. لتسقط الامبريالية!"، مكررا بذلك تصريحات ادلى بها الخميس في دمشق قبل ان يهاجم اسرائيل، واضاف ان "اسرائيل تحولت الى دولة قاتلة في خدمة الامبريالية. احيي شعب اسرائيل لكنني ادين حكومتها واحيي الشعب الفلسطيني ونضاله". واكد شافيز ان "على الحكومة الاسرائيلية اعادة الاراضي التي تعود الى سورية والعرب". واثار شافيز عاصفة من التصفيق عندما اشاد بزعيم الثورة السورية الكبرى على الانتداب الفرنسي في العشرينات سلطان باشا الاطرش (1889-1992). وقال ان "سلطان باشا الاطرش وسيمون بوليفار هما الابوان المحرران اللذان لن يموتا". ورأت ليليان حناوي وهي في الثلاثينيات من العمر ومولودة في فنزويلا انه "اذا كان شافيز جاء سعيا لدعم الجالية السورية الدرزية في فنزويلا، فقد حقق نجاحا مذهلا بقوة شخصيته وموهبته ونحن نعتز باستقباله". وبدوره، رحب شيخ عقل دروز سورية حمود الحناوي بزيارة الرئيس الفنزويلي.