في ليلة وفاء هلالية أصيلة ودع «أسد المرمى» محمد الدعيع عرينه عملاقاً كما بدأ وفي نادٍ عملاق وفي حضرة أحد عمالقة الدوري الايطالي (يوفنتوس)، هكذا هم المبدعون حق علينا أن يكون تكريمهم في مستوى إبداعهم في أبهى حلة وأجمل وداع. سيناريو الإبداع والتميز في حفلة اعتزال الدعيع بدأت بوادره تلوح في الأفق لحظة أعلن إسناد أمر الإشراف عليه لعضو الشرف النموذج حسن الناقور، وهو ما أعطى انطباعاً مسبقاً بالنجاح وقد اكتملت أضلاعه بتكامل أدواته وشخوصه، وهو ما تحقق على أرض الواقع مساء «خميس الوداع» الذي تخسر فيه الشباك حامي عرينها الذي طالما تكسرت على يديه أحلام وهوت طموحات، وهو يقف ببأس وبسالة ضد ولوج الأهداف لشباكه، ولم تكتف يداه بالصد والذود بل شاركت قدماه ورأسه فكان كله سداً منيعاً إن تواجد بين الخشبات الثلاث، نعم الدفاع بكثير من الراحة لأنه يجد من يغطي عيوبه ويسد ثغراته واهتزاز مستواه هو الآن يترك المكان ومع فراغ المكان من حاميه جاء آخرون معهم انكشف الكل على حقيقته سواء أعضاء خط الدفاع أم لاعبي المحور. أنديتنا تعاني من مركز الحراسة ونادراً ما يسطع نجم حارس مرمى، ربما لأنه غير مغرٍ إعلامياً والأضواء والفلاشات كافة عادة تسلط على لاعبي الوسط والهجوم، لذا عندما يترك المهاجمون الملاعب يستمر بحثهم عنها بالاتجاه صوب التحليل الرياضي في القنوات الفضائية، وهو أسهل عمل يمكن أن يقوم به لاعب معتزل على رغم أن جلهم لا يملكون أدواته الفنية وما يبدونه من تحليل للمباريات ليس سوى آراء شخصية بحتة لا علاقة لها بالتحليل الفني، وهذا يثبت أن وجودهم في تلك الأستديوهات ليس إلا مجاملة ورغبة في جذب المشاهدين لها. الدعيع أحد الذين استهواهم كرسي التحليل الذي أصبح عمل من لا عمل له ونخشى أن يواصل فيه فتخسره الكرة السعودية بحق وهي التي تؤمل منه الكثير، لذا عليه إن أراد أن يبقى في الذاكرة للأبد أن يطور من ذاته ولا يكتفي بما حقق، وذلك عبر الالتحاق بدورات تدريبية وعلى مستوى عالٍ للحصول على شهادة معترف بها يستطيع عن طريقها أن يكون مدرباً في المركز الذي نحتاجه (الحراسة)، لاسيما ولديه المقومات كافة وخبرة والتزام وحسن خلق وتعامل راقٍ، وإن اقترن ذلك بدورات متخصصة أجزم أننا سنرى جيلاً من الحراس يضاهون الدعيع ويتفوقون عليه. أتمنى أن يستثمر محمد الدعيع ذكاءه وخبرته ويتجه للتدريب، فليس كل لاعب ناجح محللاً مقنعاً، ولكنه مؤهل لأن يكون مدرباً بارعاً متى كانت لديه الرغبة والعزيمة. [email protected]