لو كان الأمر بيدي، والقرار قراري، لتمسكت بهذا الحارس العملاق، محمد الدعيع حتى يبلغ سن اليأس الكروي، كونه أحد أهم رموز كرة القدم السعودية التي لا يمكن التفريط فيها. صحيح أن حفلة التكريم هي أقل ما يمكن أن يعمل لهذا اللاعب الأسطوري، لكن حفلات التكريم التي أقيمت لكل اللاعبين السابقين، تسببت في نهاية حياتهم الكروية، وأبعدتهم عن عالم الرياضة. قليل فقط من هؤلاء الذين مرّوا بحفلات التكريم، بقوا في الوسط الرياضي، فبعضهم اتجه للتحليل الرياضي، وبعضهم تحول للكتابة الرياضية، وكثير منهم مارس الأعمال التجارية، وآخرون - خرج ولم يعد - ..! ذلك يعني أن الرياضة السعودية لم تستفد من معظم النجوم الذين اعتزلوا ملاعب كرة القدم، وهم بالعشرات، فيما لا يتجاوز الذين يعملون الآن في المنتخبات السعودية، أو الأندية الرياضية أصابع اليدين فقط ..! لكن لاعباً وحارساً أميناً كمحمد الدعيع، ليس مجرد لاعب يعتزل، ومع كل الحب والتقدير لكل نجوم الكرة السعودية المعتزلين، فلم يكن هناك تأثير للاعب على مستوى المنتخب والنادي، كما أثّر محمد الدعيع، وماجد عبد الله قبل ذلك. وحتى الآن لم تستفد الكرة السعودية من لاعب أسطورة هو ماجد عبد الله، لا من خلال المنتخبات، ولا من خلال ناديه «النصر»، وإن كنت ما زلت أنتظر اليوم الذي يكون فيه ماجد عبد الله أحد الذين يخططون لكرة القدم السعودية. وما يقال عن ماجد يقال الآن عن محمد الدعيع، وما حصل مع ماجد أتمنى ألا يحدث مع الدعيع، فالاثنان يمثلان ثروة من ثروات كرة القدم السعودية، واعتزالهما لا يعني انتهاء خدماتهما، أو إحالتهما إلى التقاعد. ذلك أن علمي الإدارة والاجتماع يؤكدان على أن الفكر والإبداع ليس لهما عمر ينتهيان عنده، فما بالك إذا كان من نتحدث عنه اليوم هو لاعب ولد نجماً كبيراً، وشق طريقه بكل جد وإخلاص ومثابرة وتضحية. إنه محمد الدعيع، حارس الطائي، والهلال، ومنتخب الناشئين الحائز على كأس العالم العام 1989 في اسكتلندا، وحارس منتخب الشباب، والمنتخب الأول، وسيرة رياضية كسيرة هذا النجم المختلف عطاءً وتألقاً تستحق أن نحتفي بها بعد حفلة التكريم. وإذا كان من حقي أن أقدم اقتراحاً لإدارة شؤون المنتخبات، فإنني أتمنى أن تضم محمد الدعيع إلى الجهاز الفني للمنتخبات السنية، ليتولى مهمة تدريب حراس المستقبل، مع دعمه قبل ذلك للحصول على دورات تدريبية كما حصل مع سامي الجابر. أمّا عن ماجد عبد الله، فإنني ما زلت أنتظر اليوم الذي يكون فيه ماجد أحد المشرعين لكرة القدم السعودية، وأن يتسنم منصباً في منتخبنا الأول، الذي أرى أنه ما زال يعاني من قصور إداري! أرجوكم .. لا تتركوا الدعيع .. واستدعوا ماجد! [email protected]