أكد اقتصاديون أن ذروة الإنفاق في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات في السعودية خلال الخمس سنوات التي بدأت في 2010، ستكون عامي 2012 و2013، حين يبدأ التنفيذ الفعلي للعديد من المشاريع العملاقة التي قررتها «أرامكو السعودية» و«الشركة السعودية للصناعات الأساسية» (سابك)، متوقعين أن تتجاوز قيمة الاستثمارات 200 بليون ريال (53 بليون دولار)، في مقدمها مشاريع «صدارة»، و»بترورابغ 2»، ومصفاة جازان. وأشاروا إلى أن السعودية مقبلة في 2012 على نقلة نوعية في صناعة النفط والغاز والبتروكيماويات، سترسم خريطة هذه الصناعة لخمسة عقود مقبلة، مبينين أن المشاريع عملاقة التي يجري العمل على تنفيذها تعتبر من المشاريع الإستراتيجية، فيما أكدت مصادر ل «الحياة» أن «أرامكو» تنتظر منتصف هذا العام الانتهاء من أحد أهم مشاريعها في الغاز، وهو مشروع «كران» الذي سيرفع إنتاجها من 400 مليون قدم بعد إكمال الجزء الثاني من المشروع إلى 1.8 بليون قدم مكعب في اليوم، مما يجعل «أرامكو» تمضي قدماً في دعم مشاريع البتروكيماويات التي تعتزم تنفيذها، وتدعم المصانع الأخرى. وأضافت المصادر أن «أرامكو» حققت عام 2010 معدل إنتاج للغاز بلغ نحو 9.7 بليون قدم مكعب من الغاز، وتعمل ضمن خطة استكشافية وتطويرية للحقول لرفع إنتاجها من الغاز بحلول عام 2020 إلى 13 بليون قدم مكعبة قياسية من الغاز، كما حققت خلال الصيف الماضي نمواً في نسبة الغاز غير المصاحب حيث مثل نحو 60 في المئة من إنتاج الشركة من الغاز. «سابك» وأشار الاقتصادي نظير العبدالله، إلى أن لدى «سابك» مشاريع مهمة تعمل على تنفيذها تبلغ تكلفتها بلايين الريالات، مبينا أن من بينها مشروع البولي إثيلين المنخفض الكثافة الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ألف طن متري سنوياًَ، وتوسعة شركة «حديد» حيث من المقرر تدشين المشروع منتصف 2012 بطاقة إنتاجية تبلغ مليون طن من المنتجات، التي ستساهم في تعزيز إجمالي الطاقة الإنتاج لمجمع «حديد» إلى 5.5 مليون طن سنوياً. وذكر أن لدى السعودية خططاً طموحة لزيادة إنتاجها في النفط والغاز والبتروكيماويات، يضاف إليها مشاريع إنتاج شركة «معادن» التي ستكون على خريطة الصناعات من خلال المشاريع العملاقة التي تعمل على تنفيذها في «رأس الخير». وأوضح أستاذ الاقتصاد حسن الزهراني أن مجموع المشاريع العملاقة التي تصنف على أنها من المشاريع الإستراتيجية في السعودية في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات التي خططت لها المملكة خلال السنوات الماضية، سيبدأ فعلياً في تنفيذها خلال العامين المقبلين، مشيراً إلى أن معظم هذه قد تم الانتهاء فعلياً من الدراسات الأولية له، وتتجاوز تكاليفها عشرات البلايين من الريالات. وأضاف أن «أرامكو» وضعت خلال خطتها الخماسية التي بدأت قبل عامين دعم مجموعة من الصناعات التحويلية. «أرامكو» وكان المشرف على وحدة خدمات الموردين في دائرة الشراء لمواد المشاريع والمواد الإستراتيجية في «أرامكو» علي الرزيقي، أوضح الخطة في «منتدى الشباب» عقد أخيراً في الشرقية، حيث أكد أن الفرص الاستثمارية للشركة خلال الفترة المقبلة حددت لها نسبة جيدة لتوطين جزء منها حيث تطرح الشركة استثمارات في الأنابيب وفولاذ الإنشاء بقيمة 45 بليون ريال حددت منها 30 في المئة للتوطين، وفي الأعمدة والأوعية والمبدلات الحرارية والصمامات 30 بليون ريال حدد منها 20 في المئة للتوطين، وفي الضواغط والمضخات والتوربينات 18.7 بليون ريال والتوطين 5 في المئة، وفي الأجهزة الدقيقة والمعدات الكهربائية وأجهزة الإرسال 18.7 بليون ريال والتوطين 20 في المئة، وفي المواد الكيميائية وسوائل الحفر وتوابعها 15 بليون ريال والتوطين 45 في المئة، وفي معدات الحفر والإنتاج 15 بليون ريال والتوطين 20 في المئة، وفي معدات الصحة والسلامة والأمن ومكافحة الحرائق 11.2 بليون ريال والتوطين 5 في المئة، وفي مواد الإنشاء والإمدادات العامة 7.5 بليون ريال والتوطين 20 في المئة، وجميع هذه المشاريع ضمن خططها في ما تعتزم تنفيذه خلال الثلاثة أعوام المقبلة.