بعد مضي عقود من الإنجازات في المجال الثقافي، استطاعت عاصمة البحرين إثبات استحقاقها لنيل لقب عاصمة الثقافة العربية للعام 2012، وذلك لما تحمله أرض أوال من إرثٍ حضاريٍ غنيٍ بالتوجهات الثقافية والفكرية، والتنمية الملحوظة على مستوى الاهتمام بالآثار، والتراث والفنون. هذا ما أكدته وزيرة الثقافة مي بنت محمد آل خليفة في إعلانها لانطلاقة عام «المنامة عاصمة الثقافة العربية للعام 2012» قائلة «إن الحدث الثقافي هذا العام استثنائي ولا يقتصر على فعل وزاري بل هو نتيجة حتمية للتواصل الفاعل ما بين المكوّنات الثقافية في المجتمع، واختيار المنامة هو دليل على مشاركة هذا البلد في صياغة معطيات فكرية عميقة وأهليتها لتكوين بنية ثقافية». سيتلون كل شهر من أشهر عاصمة الثقافة بصبغة ثقافية مغايرة من أجل إبراز العدد الأكبر من المواضيع التي تحتضنها الثقافة والتي تتمثل ب 12 مساراً ثقافياً: تشكيل، عمارة، تصميم، تراث، متاحف، شعر ورواية، فكر، تراجم، موسيقى، بيئة، مسرح، ووطن. ويعكس كل مسار ثيمته الثقافية من خلال مؤتمرات، محاضرات، ورش عمل، معارض فنية، وعروض متنوعة لاجتذاب المهتمين بهذه المجالات، ولتفتح مساحة للتبادل الثقافي من خلال استضافة العديد من الشخصيات الثقافية والفكرية على المستويين العربي والعالمي. اضافة إلى ترجمة كتاب عالمي كل شهر إلى العربية للمرة الأولى ويبحث في ثيمة الشهر ذاته. ولم تكتفِ المنامة بأن تكون محطة من محطات عاصمة الثقافة بل عملت على أن تترك أثراً واضحاً من خلال مشاريعها العمرانية التي سوف تستوقف المقبلين على المنامة ثقافياً وسياحياً، وتتمحور في اثني عشر مشروعاً يتكرس من خلالها مفهوم العواصم العربية بتأسيس بنى تحتية ثقافية، منها: المركز الإقليمي للتراث العالمي، المسرح الوطني، مصنع نسيج بني جمرة، مركز زوار مسجد الخميس، مركز زوار شجرة الحياة. كما توجه الطاقات لترميم وتحديث بعض المشاريع التراثية مثل: تطوير باب البحرين، إحياء فندق البحرين، متحف الصوت سعياً إلى إحياء الأماكن القديمة وعرض دورها القيّم خلال الحقب الزمنية السابقة. تنطلق أولى فعاليات عاصمة الثقافة في التاسع من الشهر الجاري عبر محاضرة للباحث جيمس كوش من مؤسسة بايلر الفنية في سرد للتجربة المؤسساتية ودور الترويج الفني في نشر الثقافة وسيتبعه افتتاح معارض عدة من أهمها: معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الثامن والثلاثين، ومعرض (مقاربة الحقيقي ولون الحلم) الذي يزور البحرين قادماً من معهد العالم العربي في باريس، وسمبوزيوم البحرين الدولي الخامس للنحت وذلك في العاشر من الجاري. اضافة إلى معارض مرافقة تستعرض أعمال المؤسسات والجمعيات في التجربة الفنية، وتستخدم بصريات جمالية متعددة كاللوحات، الجداريات، النحت، الخط وغيرها كما في المعرض الفني الأردني للجمعية الملكية للفنون الجميلة. وفي مجال تفعيل التواصل الثقافي والاطلاع على التجربة والحدث في كل مكان، تصدر عن وزارة الثقافة نشرة إخبارية شهرية تتضمن أهم الأحداث الثقافية في البحرين من أجل نقل الصورة الخبرية ومستجدات الحدث بصورة دورية. ويمكن متابعة أهم هذه الفعاليات والبرامج من خلال نسخة مطبوعة أو عبر الموقع الإلكتروني: http://www.moc.gov.bh، ومن خلال شبكات التواصل الاجتماعي «فايسبوك، وتويتر».