بتجربة جمالية وصياغات ثقافية تعتمد على الموروث الديني اللغوي، يستضيف متحف البحرين الوطني ضمن احتفالية «المنامة عاصمة الثقافة العربية 2012» في شهرها الثقافي الأخير، «أيام الثقافة الإماراتية في المنامة»، في تعاون ثقافي بين وزراتي الثقافة البحرينية والإماراتية. وكانت وزيرة الثقافة البحرينية الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، افتتحت معرض «جائزة البردة العالمية» في المتحف، بحضور وزير الثقافة الإمارتي عبدالرحمن محمد العويس ووزير الثقافة الأردني سميح المعايطة. ويجسّد هذا المعرض مشاركات فريدة لنخبة من الشعراء والخطاطين والمزخرفين على مستوى العالم، بإبداعاتهم الكتابية وقصائدهم التي تتلامس بمضمونها مع ذكرى النبي محمد (ص)، ولكن من خلال الشعر والخط العربي والفن التشكيلي بزخرفته الإسلامية. وأبدت آل خليفة إعجابها بالمستوى الفني والجماليات البصرية التي يختصّ بها هذا المعرض، ومقدرته على اختزال تجارب فنية تكرّس الشكل الحروفي، وتستنبط الجماليات الشكلية وحتى الضمنية بمادتها وخامها، وتركيبها. وأشارت إلى أن «مثل هذه الأعمال الفنية نحاول اليوم دعمها في عالمنا العربي بشكل عمل مشترك من خلال خريطتي المنامة عاصمة الثقافة ودولة الإمارات، وهذا المعرض هو بداية جمالية مشتركة تستدرج البصريات وتتعامل مع الحرف العربي والزخرفة الإسلامية من خلال ثيمة واحدة تحتفي بمولد الرسول (ص)». وقدّم العويس شرحاً تفصيلياً عن الأعمال المعروضة، مشيراً إلى أن هذه الجائزة تستثير ذائقة الشعراء من داخل دولة الإمارات العربية المتحدة وخارجها، في الشعر النبطي والفصيح في موضوع مديح الرسول (ص) وسيرته. وقال: «يرافق هذا الشعر مسابقة خطوطية وكاليغرافية أخرى، هي التي كانت ماثلة في المعرض، حيث تناولت الأعمال المعروضة مخطوطات وفنيات كاليغرافية بمتواليات كلاسيكية وحداثية، تندرج في بعضها الزخرفة الإسلامية الكلاسيكة». واختتم اليوم الأول بحفلة موسيقية في الصالة الثقافية في المتحف، شارك فيها الفنانون زايد السعيد وجاسم محمد وحسن علي، بمصاحبة الفرقة الوطنية للفنون الشعبية. كما تستضيف البحرين ضمن هذه الأيام الإماراتية، معرض «حلم فارس» في مجمع البحرين العالمي التجاري (مودا مول) الذي يقدم مجموعة مخطوطات وكاليغرافيات حديثة معتمداً على المدى البصري الذي يشغله التشكيل العربي المتقن.