بدأ الحلف الاطلسي يعد الخطط لضمان قدرة دوله الاعضاء على الرد بسرعة اكبر في اعقاب "عدوان" روسيا في اوكرانيا، على ما اعلن امينه العام اندرس فوغ راسموسن. واعلن راسموسن ان الحلف سيراجع "خطة عمل" مطروحة تتعلق بجهوزيته في قمة مقبلة في ايلول (سبتمبر) في بريطانيا وتوقع ان يوقف اعضاؤه الاوروبيون تخفيضهم المستمر للنفقات العسكرية منذ الحرب الباردة على ان يعكسوا هذا التوجه. وصرح راسموسن خلال زيارة للعاصمة الاميركية "من الواضح ان عدوان روسيا على اوكرانيا سيسلط الضوء على الحاجة الى دفاع مشترك قوي". وأضاف "لذلك امل ان نتبنى في القمة خطة عمل تتعلق بالجهوزية ستحسن قدرتنا على الرد سريعا"، على ما اكد امام حضور في مقر مركز اتلانتيك كاونسل للابحاث في واشنطن. واضاف "اننا نبحث في كيفية نشر قواتنا للدفاع والردع، وتركيبة القوات التي نحتاج اليها، واين ينبغي نشرها وجهوزيتها". واوضح راسموسن ان الاقتراح سيجيز للحلف الاطلسي الرد على مجموعة من التهديدات والازمات، ليس على حدود دول اوروبا الشرقية فحسب، بل كذلك في الشرق الاوسط وشمال افريقيا. وتتعلق الخطة بمعدات مسبقة التمركز وتقاسم المعلومات الاستخبارية واليات الانذار المبكر اضافة الى تدعيم وحدة الرد السريع والقوات الخاصة في الحلف الاطلسي، بحسب امينه العام. وقال "اننا نطور كذلك جدولا زمنيا جديدا للتمارين، مكيفا مع البيئة الامنية الجديدة". وشكل ضم روسيا لشبه جزيرة القرم الاوكرانية في اذار (مارس) بذريعة حماية الناطقين بالروسية هناك، صدمة للدول الغربية حملتها على فرض عقوبات اقتصادية على موسكو. واعتبر راسموسن ان روسيا التي تتبنى نهجاً "تعديلياً" وجهت "ضربة خطيرة" الى النظام القانوني الدولي المبني في خلال عقود. واكد ان الحلف الاطلسي بحاجة الى الوقوف خلف قيمه الديموقراطية وتجديد التزامه بالروابط عبر الاطلسي، على المستويين الاقتصادي والعسكري. وقال ان "الحلف هو ضمانة ضد انعدام الاستقرار. على جميع الاعضاء تسديد اشتراكاتهم. وبدل الاشتراك هذا ارتفع لتوه". كما اكد راسموسن انه يتوقع من الاعضاء في قمة الحلف في ايلول/سبتمبر التحول عن توجههم منذ سنوات الى تقليص النفقات العسكرية. وقال "في قمتنا في ويلز، اتوقع من جميع قادة الحلف ان يلتزموا تبديل المسار في الانفاق العسكري". وحذر راسموسن من ان اوروبا باتت تعتمد اكثر مما ينبغي على الغاز والنفط الروسيين مؤكدا ان "وقف كل هذا الارتهان بات الان ذا اهمية استراتيجية قصوى". واضاف "لقد بتنا مرتهنين (للغاز الروسي). وكما رأينا في اوكرانيا، فروسيا قادرة تماما على وقف الشحنات". كما وعد بأن الحلف الاطلسي "سيعزز التعاون" مع جميع جيرانه في شرق اوروبا وسيستعين بالخبرة العسكرية لديه لتحسين جيوش تلك الدول. واعتبر راسموسن ان هذه المبادرة ينبغي ان تشمل مساعدة الجيش الاوكراني لكن لم يكن واضحاً ان كانت دول الحلف ستؤيد ذلك.