ربما كان عالم الرياضة أكثر البيئات خصوبة لانتشار الإشاعة، بل يمكن القول إن جزءاً من «لذة» متابعي الرياضات، خصوصاً كرة القدم، يتمثل في قراءة وسماع الإشاعات، ومحاولة البحث عن مدى صحتها. دائماً ما تتسبب الإشاعة في ضرر ل«أحدهم»، حتى ولو كان الفرحون بها أكثر، لكن ما يُتفق على «نبذه» تلك الإشاعات المقترنة بالسوء والضرر على أبطالها، كإشاعات الوفيات، وإصابات الملاعب. تلك الجرعة من التشويق التي يفرضها خبر «غير مؤكد» عن انتقال نجم الفريق إلى نادٍ منافس، أو تلك المتعلقة ب»ملايين الريالات في سبيل الانتقالات»، هي ما يجعل الإشاعة الرياضية «الألذ» بين نظيراتها في المجالات الأخرى. «بلاك بيري» و»فيسبوك» و»تويتر»، ليست سوى «كرات جديدة» دخلت في ملعب الإشاعة، لتسرقه من «عالم الصحافة الورقية»، وتزيد من سرعة عجلة «الخبر المفبرك» أضعافاً. أكثر المتضررين في الوسط الرياضي السعودي من هوس الإشاعات، كانوا أولئك الذين أعلنت أنباء عن وفاتهم، كما حصل مع لاعب الأهلي العماني عماد الحوسني، لتصل قوة الإشاعة إلى إعلان خبر مفارقته الحياة على قنوات فضائية، على طريقة «عاجل». لكن هناك إيجابية تذكر في هذا المجال، ففي مقابل سرعة انتشار «النبأ – الإشاعة» عبر وسائل الاتصال الحديثة، إلا أن سرعة نفيه باتت أكثر فعالية وسرعة أيضاً. أحد الذين تعرضوا لإشاعات «مميتة»، رئيس نادي الاتحاد السابق جمال أبو عمارة، بعد إصابته بجلطة ودخوله المستشفى، ليتبين بعد ساعات أنها ليست سوى «إشاعة». قطار الإشاعات الرياضية لا يتوقف، فآخر الذين تعرضوا لإشاعة من تصنيف «سيئ» كان لاعب نادي الهلال السابق خالد التيماوي، بعد أن انتشرت أخبار عن تعرضه لحادثة سير على طريق الرياض – الدمام، أودت بحياته، قبل أن ينفي اللاعب نفسه ما أشيع. وبعيداً عن اللاعبين، لاحقت الإشاعات رؤساء أندية، إذ بدأ الموسم الحالي بواحدة تتحدث عن استقالة رئيس نادي الشباب خالد البلطان من منصبه، وهو ما نفاه المعني جملة وتفصيلاً في أحد البرامج التلفزيونية الرياضية، لتعود سفينة الإشاعة ذاتها للإبحار من جديد، ولكن في محيط نادي النصر، بعد أن انتشرت إشاعة عن اعتذار رئيسه الأمير فيصل بن تركي عن مواصلة فترته الرئاسية؛ المتبقي منها موسمان، نظير المطالبات الجماهيرية بابتعاده، بعد النتائج المتردية لفريق كرة القدم، وظهر المسؤول الأول في النصر لاستبعاد فكرة ابتعاده من أساسها.