تداول الأخبار الصحيحة وبعض القرارات ونقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خدمة عملية جيدة مساندة لوسائل الإعلام من حيث نشر الخبر المراد إيصاله في أسرع وقت ممكن، لكن تلك الخدمة لم تتوقف عند ذلك الحد فقط، بل إنها تطورت سلبيا وأصبحت مصدرا مزعجا لنشر كثير من الأخبار المكذوبة «الإشاعات» والتسويق لها عبر صفحات التواصل الاجتماعي وخدمة البلاكبيري؛ إشاعات متعددة وبجميع المجالات حيث يتفنن أصحاب تلك الإشاعات في فنون تفريغ الأخبار وتحريرها وصياغتها لتخرج لصفحة النشر بشكل يخيل للجميع مصداقية تلك الإشاعات..! ولم تنحصر تلك الإشاعات في مجال واحد، بل دخلت شتى المجالات، من أبرزها المجال الرياضي .. أصبحنا ننتظر كل يوم إشاعة عن وفاة لاعب مشهور .. أو إصابة لاعب مشهور بمرض خطير في الركبة .. أو تعرض لاعب مشهور لحادث مروري.. أو نية انتقال لاعب من ناديه إلى نادٍ آخر.. أو ربما تكون تلك الإشاعات أكثر سخونة بحيث تتضمن تصاريح نارية ملفقة لرؤساء أندية..! المجال الفني لم يسلم أيضا؛ يأخذ نصيبا مشابها للمجال الرياضي، لكن العجيب في الأمر هو وصول تلك الإشاعات إلى أن أصبحت لسانا ناطقا لقرارات وأوامر ملكية تتعلق بالأخص بموضوع تعليق الدراسة؛ بحيث يصاغ الخبر بنفس طريقة صياغة الخبر الرسمي، وتنشر تلك الأخبار في حسابات بتويتر تحت مسمى «الديوان الملكي» لدرجة أصبح البعض في تشتت من مصداقية تلك الأخبار، والبعض الآخر أصيب بهوس بأنه قد يكون غداً إجازة وأصبح أفراد تلك العائلة التي أصيبت بهوس الإجازة بعد صلاة العشاء يمكثون أمام شاشات القنوات الرسمية التي قد تعرض شريطاً أحمر يذاع من خلاله أن غداً «إجازة» والبعض الآخر من المجتمع بات منزعجا من انتشار تلك الإشاعات ويطالبون ساخرين بإنشاء هيئة متكاملة لمكافحة مثل تلك الإشاعات ..!! الطريف في الأمر أن تلك الإشاعات لم تتوقف على الشأن المحلي فقط، بل تعدت ذلك بكثير، وعلى سبيل المثال عندما قفز فيليكس قفزته في الأيام الماضية مع أن القفزة كانت ناجحة، إلا أنه لم يسلم من انتشار الإشاعات بعد مضي أيام من القفزة، تحوي تلك الإشاعات أخبارا تحريرية تؤكد موت فيليكس بروايات متعددة وبصياغة تحريرية جعلت الجميع في حيرة.!! والسؤال هنا: ما الفائدة التي يحصل عليها أصحاب تلك الإشاعات من نشرها؟!