يقولون ان تفشي الإشاعة في مجتمع ما دليل تخلفه ... هي كذب صريح قبل أن تكون مجرد هوى في النفس لزعزعة الشخص المراد هز ثقة الناس والمجتمع فيه. أو تدميره نفسياً. والرياضة عموماً لا تخلو من الإشاعات، غالبها غير صحيح وغايتها البحث عن الشهرة ولكن سرعان ما ينقلب سحرها على ساحرها بعد أن ينكشف الغطاء عن وجهه القبيح وفعله الأقبح. الأسبوع الماضي كان حافلاً بالعديد من الإشاعات الكاذبة الذي انتشرت وسرت في الأوساط الرياضية ولو كانت تخص الانتقالات لعذرنا مروجيها لان الشتاء مصدر خصب لفيروسات الإشاعات بخاصة في انتقال اللاعبين ولقلنا إنها أمان ورغبات لا ضرر منها وقد يتحقق بعضها، لكن الطامة الكبرى إن الإشاعات كانت اشد قسوة من مجرد انتقال لاعب أو إعارته أو حتى اعتزاله، سمعنا إشاعة وفاة وعناية طبية مركزة وأخيراً وليس آخراً تهجم وتطاول على لجنة رسمية. لن أقول من له مصلحة في ذلك فضعاف النفوس أكثر من أن يعدوا لاسيما عندما يعمي التعصب العيون ويغلف القلوب داء الانتقام من الخصوم أو المنافسين إذ يقود الهوى أصحابه لهاوية التهور في القول والفعل كما يقود الإدمان صاحبه للموت. لكنني سأتحدث عن الأذى النفسي الذي تسببه الإشاعات على عائلة من تطاوله الإشاعة (والدين وزوجة وأبناء وأقارب) والخوف يتلبسهم والوقت الذي يمر كأنه دهراً بانتظار تكذيب الخبر والاطمئنان عليهم ولكم أن تتصوروا حالهم بعد أن يكتشفوا أنها مجرد إشاعة مغرضة وكذبة رخيصة استنزفت منهم الكثير من المشاعر والدموع. هل لابد من أن تلجأ لخارج ميدان التنافس للتخلص من منافسيك بعد أن عجزت عن ذلك، ربما هي ثقافة لدى الفاشلين كما يحدث في المدارس عندما يتوعد بعض الطلاب زملاءهم «في الطلعة» بعيداً عن عين الرقيب إذ يستطيعون التنفيس عن مشاعر الإحساس بالنقص بطريقتهم الخاصة وقد رأينا ذلك أيضاً ينتشر لدى الرياضيين مع الأسف. أما ما يحدث من بث إشاعات من تطاول على لجان رسمية فهي بادرة خطيرة يجب وأدها في مهدها والضرب بيد من حديد على مقترفيها والا حدث ما لا تحمد عقباه لأن ذلك يعني أن الهوى لديهم في سقفه الأعلى وسيله بلغ الزبى، ثم إن إثارة البلبلة والإشاعات من المؤتمنين أو المقربين أشد وطأة وأعظم خطراً من الجهال والعوام الذين لا يدركون خطورة ما يفعلون.