اليوم تنتهي المهلة التي حددتها وزارة العمل لإيقاف خدماتها كافة عن المنشأة التي لم تلتزم بتوظيف النساء، بعد صدور الأمر الملكي أ/121 بتاريخ 2/7/1432ه الذي اعتمد الحلول العاجلة والمستقبلية لمعالجة تزايد أعداد خريجي الجامعات، والذي يخوّل وزارة العمل لاتخاذ اللازم ومنه قصر العمل في بيع المستلزمات النسائية على المرأة السعودية. ولو نظرنا إلى إحصاءات البرنامج الوطني لإعانة الباحثين عن العمل «حافز» سنجد أن ثلثي المسجلين في البرنامج من النساء، أي ما يعادل مليون باحثة عن وظيفة. ويعبر هذا الرقم عن حاجة المرأة للعمل، وعن تحد حقيقي يواجه الوزارة لتفعيل دورها في عملية التنمية الوطنية، من خلال توفير فرص عمل متنوعة تسهم في خفض نسبة البطالة بين النساء التي وصلت إلى أكثر من 28 في المئة حتى عام 2009. ولقد أسهم الخوف من «المفاسد» والذي يرتبط بقضايا المرأة بشكل عام في تكديس النساء في القطاع التعليمي والصحي والمصرفي، وعزلهن عن المشاركة في بقية القطاعات، وتعطل قرار مجلس الوزراء «120» بشأن زيادة فرص عمل المرأة ببنده الثامن، الذي يقصر بيع المستلزمات النسائية على المرأة السعودية، قرابة الثماني سنوات! وواجهت الوزارة عقبات عرقلت من توسيع فرص عمل المرأة كان آخرها فتوى «الكاشيرة» وما دار حولها من لغط عن صحة إيقاف توظيف الفتيات في 2010، ومحاولات الضغط على الوزارة والتي وصلت إلى التهديد من فئة رافضة للفكرة. ولتبتعد الوزارة عن إثارة الجدل، بادرت بتحديد مواصفات توفر «بيئة آمنة» للمرأة العاملة في محال البيع كحجب ما في داخل المحل، وتوفير حارس أمن، والالتزام بالزي المحتشم، وعدم توظيف عاملين وعاملات في المحل نفسه. ولكن تأتي التحذيرات من جديد لتثير جدلاً جديداً وعلامات استفهام، منها مدى تأثيرها على بعض التجار الممانعين في ظل وجود أوامر ملكية واضحة تؤكد توجه الدولة لفتح فرص جديدة لعمل المرأة، ومنها العمل في بيع حاجاتها الأكثر خصوصية؟ أيضاً مدى تأثيرها على بعض الأسر التي يمكن أن تمانع عمل بناتها؟ وهل ستتمكن وزارة العمل أخيراً من تطبيق الأنظمة، أم سيعود القرار «120» إلى الأدراج؟. أعتقد أن التجربة كفيلة بتبديد أوهام «الخوف من المفاسد» التي تظل تعرقل مشاركة المرأة في مجتمعها كإنسان كامل الأهلية له الحق في العمل وفق الأنظمة التي حددتها الدولة. ولكن أتساءل وبكل موضوعية أي المشاهد أكثر خدشاً للحياء أن تبيع المرأة بضاعتها الأكثر خصوصية من الملابس الداخلية بنفسها، أم تشتريها وتناقش أدق تفاصيلها من القياسات والألوان مع رجل غريب؟ [email protected] twitter | @DaliaGazzaz