بدأ الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي أمس الإثنين زيارة إلى ليبيا هي الأولى له إلى دولة خارجية منذ تولي مهمات منصبه في كانون الأول (ديسمبر) الماضي. وقالت مصادر مطلعة إن اختيار طرابلس لتكون الوجهة الخارجية الأولى للرئيس التونسي يعكس مدى الأهمية الاقتصادية التي يوليها الحكم التونسي لجارته الشرقية الغنية بالنفط، إضافة إلى الرغبة في فتح صفحة جديدة مع الحكّام الجدد لليبيا الذين أطاحوا العام الماضي نظام معمر القذافي كما فعل من قبلهم التونسيون بإطاحة نظام زين العابدين بن علي. ومن بين أولويات الحكم التونسي الجديد الذي تهيمن عليه حركة النهضة الإسلامية، إنعاش الاقتصاد الوطني بعد الركود الذين شهده طوال العام الماضي خلال المرحلة الانتقالية التي تلت إطاحة بن علي. ورجّحت مصادر مطلعة، في هذا الإطار، أن يكون ملف التعاون الاقتصادي أخذ جانباً مهماً من المحادثات التي أجراها الرئيس المرزوقي في طرابلس مع رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبدالجليل ورئيس الحكومة الانتقالية عبدالرحيم الكيب. وتوقعت أيضاً أن تشمل المحادثات الأوضاع على الحدود بين البلدين في ظل استمرار وقوع حوادث أمنية خصوصاً عند معبر رأس جدير الساحلي. ويمكن أن يبحث المرزوقي أيضاً مع المسؤولين الليبيين قضية آخر رئيس وزراء في حكم القذافي، البغدادي المحمودي، الذي أمر القضاء التونسي بتسليمه إلى ليبيا بتهمة التورط في جرائم النظام السابق. وفي حين اختار التونسيون أواخر العام الماضي حكّامهم الجديد بعد انتخاب المجلس التأسيسي، فإن الليبيين سيتبعونهم هذه السنة من خلال انتخاب مجلس تأسيسي الصيف المقبل. وقالت مصادر مطلعة في تونس إن الحكم التونسي يسعى إلى الحصول على استثمارات أجنبية، خصوصاً عربية، تُحرّك الاقتصاد الوطني. وتوقعت أن تحصل تونس على استثمارات قطرية بمبلغ عشرة بلايين دولار. في غضون ذلك، ذكرت وكالة «فرانس برس»، أن عناصر من حرس الحدود التونسيين تمكنوا ليل الأحد - الاثنين من صد محاولة تسلل لمجموعة ليبية مسلحة، وذلك قبل ساعات من زيارة المرزوقي لطرابلس. ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن مصادر أمنية تونسية أن «دورية لحرس الحدود التونسي تبادلت إطلاق النار مع مجموعة ليبية مسلحة داخل الأراضي التونسية، وتراجعت على الأثر هذه المجموعة في اتجاه التراب الليبي». وأوضح الناطق باسم وزارة الداخلية التونسية هشام المؤدب في اتصال مع «فرانس برس» أن الحادث وقع قرب منطقة المريسة بجنوب تونس. وأضاف أن «ليبيين على متن إحدى السيارات الثلاث التي حاولت دخول الأراضي التونسية كانوا سكارى ولم يتوقفوا لساعات عن إزعاج عناصر الشرطة التونسية»، نافياً وقوع إصابات جراء تبادل إطلاق النار.