قال مصدر عسكري فرنسي امس إن لديه معلومات بأن العقيد الليبي معمر القذافي وابنه سيف الإسلام يدرسان اللجوء إلى دولة بوركينا فاسو في غرب إفريقيا. وكان مصدران عسكريان من فرنسا والنيجر أكدا وصول قافلة كبيرة من مركبات مدرعة ليبية ترافقها قوات من الجيش النيجري إلى بلدة أجاديز بشمال النيجر في وقت متأخر من مساء أمس الأول. ورجح المجلس الانتقالي الوطني الليبي أن يكون سيف الإسلام القذافي ضمن القافلة التي غادرت بلدة بني وليد منذ ثلاثة أيام. وذكر احد المصادر أن القافلة تتألف مما يتراوح بين 200 و250 من المركبات العسكرية الليبية وتضم ضباطًا من كتائب الجيش في جنوب ليبيا. وقال المصدر العسكري الفرنسي إنه علم أن القذافي وابنه سيف الإسلام ربما يدرسان اللحاق بالقافلة في طريقها إلى بوركينا فاسو، التي كانت قد عرضت منح اللجوء للقذافي وعائلته ولها حدود مع النيجر. ولاحقا، قال مصدر قريب من الرئاسة في بوركينا فاسو امس انه ليس لديه علم بأي خطة وشيكة من جانب القذافي او اي من بطانته الوصول الى البلاد. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه: ليس صحيحا. ليس لدينا علم بهذا. إلى ذلك، قال المتحدث باسم نظام القذافي، موسى إبراهيم إن العقيد «بصحة ممتازة ويخطط وينظم من أجل الدفاع عن ليبيا». وقال إبراهيم في حديث لقناة «الرأي» التي تبث من العاصمة السورية دمشق: «ما زلنا أقوياء»، مضيفًا أن القذافي «يخطط وينظم لهجوم مضاد ضد الثوار الذين أطاحوا به بعد 42 عامًا في السلطة، متعهدا بالجهاد حتى الموت أو النصر». وقال «ليبيا لن تسقط والقبائل الشريفة مستمرة في الدفاع عنها وعن كل مدينة محررة وهم يعملون على ارجاع المغتصبة منها». وتأتي تأكيدات إبراهيم بعد أقل من أسبوع من توجيه الزعيم الليبي «الهارب» رسالة صوتية إلى أنصاره في ذكرى ثورة «الفاتح من سبتمبر»، الخميس الماضي. ففي تسجيل صوتي أذاعه تلفزيون «الرأي» العراقي، الذي يبث من العاصمة السورية دمشق، قال القذافي، الذي توارى عن الأنظار منذ دخول الثوار العاصمة طرابلس: «لن نسلم أنفسنا.. نحن لسنا نساءً.. سنواصل القتال»، ودعا أنصاره إلى مواصلة القتال بقوله: «حتى لو لم تسمعوا صوتي.. استمروا بالمقاومة». سياسيا، اكد المسؤول البارز في المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبدالحفيظ غوقة ان المجلس لن ينتقل من بنغازي (شرق) الى طرابلس الا بعد تحرير كل الاراضي الليبية. وكان مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي اعلن الجمعة في بنغازي ان المجلس سينتقل «الاسبوع المقبل» الى طرابلس التي باتت تحت سيطرة الثوار. وقال غوقة ردا على سؤال عما اذا كان المجلس سينتقل هذا الاسبوع الى بنغازي كما اعلن عبدالجليل الجمعة، «بعد اعلان التحرير سيكون هناك ربما وجود رمزي لبعض اعضاء المجلس الوطني الانتقالي في طرابلس او لرئيس المجلس نفسه، لكن ذلك لن يعني نقل المجلس». واضاف «هذا لن يحدث الا بعد اعلان تحرير كل الاراضي الليبية في سبها وسرت وبني وليد»، في اشارة الى المعاقل الموالية للقذافي في بني وليد وسبها وسرت. ميدانيا، اكد مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي الليبي امس الثلاثاء ان الوضع في بني وليد «لم يتغير»، وان «المحادثات» التي تجري حول تسليم المدينة الموالية لمعمر القذافي للثوار «لم تثمر حتى الآن». وقال المتحدث باسم اللجنة الاعلامية في المجلس الوطني الانتقالي الليبي جلال القلال ان «الوضع لم يتغير في بني وليد»، احد آخر معاقل القذافي، مضيفا «ليست هناك من تطورات جديدة». وتابع «المحادثات بين الاطراف لم تثمر حتى الآن». من جهته اكد مسؤول الداخلية في المجلس احمد ضراط انه «لم يحدث اي اختراق، لكننا نامل بلوغ الخاتمة السعيدة للمحادثات». وبقي الثوار امس في حال ترقب ينتظرون نتائج المحادثات حول بني وليد جنوب غرب طرابلس. وقال المسؤول العسكري لدى الثوار كمال حديثة لفرانس برس ان الثوار المسلحين «سيتحركون اذا قام المقاتلون الموالون للقذافي باعتداء ضد ثوارنا في بني وليد او اذا هاجموا المدنيين». من جهة اخرى، قالت وزارة الخارجية الصينية امس الثلاثاء إن الصين ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كحكومة شرعية لليبيا «حين تكون الظروف مواتية» دون ان تحدد ماهية هذه الشروط.