وقال شاهد عيان: إن الثوار سيطروا على المعبر الواقع على الطريق بين مدينتي نالوت الليبية والذهيبة التونسية بعد معارك قصيرة دارت قرابة الساعة 07,30 صباح الخميس. وأطلق مئات الثوار عيارات نارية في الهواء احتفالا بسيطرتهم على هذا المعبر الاستراتيجي، ورفعوا فوق مباني المركز الحدودي علم ليبيا خلال الحكم الملكي، والذي تبناه الثوار المناهضون لنظام معمر القذافي. واحتفل بعضهم على متن جرافة بينما حضرت العشرات من سيارات الثوار إلى المعبر الحدودي الواقع على بعد نحو 200 كلم من معبر رأس جدير الأساسي. من آثار قصف القذافي لمدينة مصراتة المحاصرة (ا ف ب) وأفاد مراسل فرانس برس على الأرض أن ما بين 150 الى 200 جندي من قوات القذافي عبروا الحدود التونسية للاحتماء. وقالت مصادر تونسية: إن جنود القذافي الهاربين أمام تقدم الثوار أصبحوا تحت سيطرة الجيش التونسي. ويشهد الغرب الليبي معارك منذ أيام. وسقط أكثر من مائة قتيل نهاية الاسبوع الماضي في مدينتي نالوت ويفرن جنوب غرب طرابلس اللتين تقصفهما قوات القذافي، بحسب سكان المنطقة التي فر منها نحو عشرة آلاف شخص لجأوا إلى تونس. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية، الخميس، أن باريس زادت من عدد الطلعات الجوية فوق ليبيا على مدى الأيام السبعة الماضية إلى 41 طلعة بعد أن كان المتوسط نحو 30 منذ بداية عمليات قوات التحالف. أفاد مراسل فرانس برس أن ما بين 150 إلى 200 جندي من قوات القذافي عبروا الحدود التونسية للاحتماء. وقالت مصادر: إن جنود القذافي الهاربين أمام تقدم الثوار الليبيين أصبحوا تحت سيطرة الجيش التونسي وليل الأربعاء الخميس شن حلف شمال الأطلسي غارات جديدة على خلة الفرجان جنوب غرب طرابلس، ما أسفر بحسب إعلام القذافي عن مقتل 7 مدنيين وإصابة 18 آخرين، لكن الحلف الأطلسي نفى ان تكون غاراته أوقعت ضحايا مدنيين. وقال مسؤول بالحلف لمراسل فرانس برس: «حصلت غارات جوية للحلف الأطلسي في منطقة خلة الفرجان والهدف كان تحصينا يضم مركزا للقيادة والسيطرة في وسط قاعدة عسكرية». وأضاف: «ليس هناك أي مؤشر على سقوط ضحايا مدنيين». وقد طلب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله الثوار الليبيون، مصطفى عبد الجليل الأربعاء في باريس من الغربيين «تكثيف» ضرباتهم لقوات القذافي ولا سيما في مصراتة «حيث الوضع بالغ الخطورة». وفي هذه المدينة التي يسيطر عليها الثوار وتحاصرها قوات القذافي منذ شهرين قتل مصورا حرب هما البريطاني تيم هيذرينغتون من مجلة «فانيتي فير» الاميركية والاميركي كريس هوندروس من وكالة غيتي في انفجار قذيفة هاون الاربعاء، وأصيب صحافيان آخران. وسقطت قذيفة هاون أخرى على مقربة من طبيب وطبيبة اوكرانيين فقتل الطبيب وأصيبت زميلته بجروح، بحسب مصادر طبية في مصراتة. والتقى عبد الجليل في باريس بعد ظهر الاربعاء الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي تشكل بلاده أحد أهم المساهمين في العمليات العسكرية الجوية التي يقودها الحلف الاطلسي في ليبيا. وطلب رئيس المجلس الوطني الانتقالي من الغربيين حماية المدنيين «بأي وسيلة»، ولكن من دون أن يطالب «صراحة» بإرسال قوات برية إلى الميدان. ووعد ساركوزي خلال استقباله عبد الجليل بمساعدة الثوار ولا سيما عبر إرسال ضباط اتصال وتعزيز الضربات الجوية في إطار تفويض الأممالمتحدة. وقررت روما إرسال عشرة مدربين إلى بنغازي معقل الثوار في شرق ليبيا، في حين قررت لندن إرسال «أقل من 20 عسكريا». ولكن روسيا رأت في هذه الخطوات الغربية بداية لعملية عسكرية «برية». وشدد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون خلال اتصالات هاتفية مع كل من الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيسي الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني والقطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني على «أهمية ممارسة ضغط عسكري ودبلوماسي متزايد» على القذافي.