دمشق، لندن - «الحياة»، أ ف ب، أ ب - قال ناشطون سوريون إن وفد المراقبين العرب إلى سورية «لم يغير شيئاً على أرض الواقع»، وإن عمليات قوات الامن تسير بنفس الوتيرة، مدللين على ذلك بسقوط نحو 40 قتيلاً خلال اليومين الماضيين، بعضهم في حمص المدينة التي بدأ بها وفد المراقبين زيارته. واتهم الناشطون المراقبين العرب بإنهم «بلا أسنان» و «بلا صلاحيات واضحة» وهذا ما يجعل تأثيرهم محدود على السلطات السورية. وأوضح الناشط أسامة منجد عضو «المجلس الوطني السوري»، الذي يضم غالبية أطياف المعارضة السورية ان اداء المراقبين فشل في التخفيف من حدة قلق المعارضين السوريين الذين اعربوا عن مخاوفهم من ان تكون بعثة المراقبين العرب «مجرد آداة في يد السلطات السورية لإضاعة الوقت». وأضاف منجد في تصريحات لوكالة «أسوشييتد برس»: «البعثة ليست لها اية صلاحيات، ليس لها اية سلطة، ليس لها اسنان... النظام لا يشعر حتى انه مضطر لتقليص عدد الضحايا يومياً». ومع ان الجامعة العربية أعلنت ان عدد المراقبين سوف يتم زيادته، إلا ان هذا لم يحدث بعد. وانتقد الكثير من الناشطين السوريين قلة عدد المراقبين واستحالة ان يلموا بالاوضاع على الارض، طالما يتحركون بأعداد صغيرة. وقال عبد الكريم ريحاوي رئيس المنظمة السورية لحقوق الانسان تعليقاً على أعداد المراقبين، إن 60 مراقباً عدد اقل بكثير من المطلوب على الارض، وانه عندما يتم تقسيمهم إلى فرق، فإن كل فريق سوف يتكون من 10 أفراد او أكثر قليلاً. وربما يكون أمام بعثة المراقبين العرب «تحدياً كبيراً» كي تثبت للمتشككين أنها يمكن ان تكون «شاهداً له صدقية» على حقيقة ما يحدث على الارض بشكل محايد، والأهم بشكل دقيق وحر يمكنها من لقائها مع كل الاطراف المعنية. ويقول ديبلوماسيون عرب ومحللون إن المراقبين الذين بدأوا جولاتهم قبل يومين يمثلون الركيزة الأساسية لخطة السلام العربية التي على دمشق الالتزام بها إذا كانت ترغب في تجنب وجود ذريعة لتدخل دولي أوسع نطاقاً. وقال سلمان شيخ مدير مركز بروكينجز الدوحة ل «رويترز»: «على بعثة المراقبة أن تثبت صدقيتها الآن ومسألة تمكنها من دخول المناطق خلال اليومين أو الثلاثة القادمة ستبلغنا ما إذا كانت فعالة بأي شكل من الأشكال». وأضاف: «هناك جرعة صحية من التشكك في هذا الصدد في ما يتعلق بما هم قادرون على تحقيقه». ويشعر كثير من السوريين العاديين ان عمل اللجنة لن يكون «موضوعياً او شاملاً». ويقول تامر وهو عامل بناء سوري مقيم في حمص «لا يمكننا الاعتماد على الجامعة العربية. ليس لنا سوى الله. نحن نتحمل هذا منذ عشرة أشهر وهم مستمرون في اعطاء الحكومة مهلة والآن بعثوا مراقبين اخيراً.. ماذا بعد ذلك؟ مزيد من المهل؟ حتى نموت جميعاً؟». وفي حال فشل دمشق في اقناع المراقبين انها تنفذ بنود الخطة العربية لحل الأزمة، فإن المؤكد هو ان الجامعة العربية سترفع الملف إلى الأممالمتحدة. وما زال اختيار لجنة المراقبين ورئيسها محمد أحمد مصطفى الدابي يثير الكثير من الاسئلة وسط الناشطين والمعارضين السوريين. وقال اريك ريفز الاستاذ في كلية سميث كوليدج بماساتشوستس الذي درس شؤون السودان وكتب انتقادات عنيفة لحكومته إن اختيار فريق سوداني مؤشر على أن الجامعة العربية ربما لا تريد أن يصل مراقبوها لنتائج تجبرها على القيام بتحرك أقوى. وأضاف: «هناك سؤال أوسع وهو لماذا تختار شخصاً يقود هذا التحقيق ... في حين أنه ينتمي الى جيش مدان بنفس نوعية الجرائم التي يجري التحقيق فيها بسورية». ومضى يقول: «أعتقد أن فريقاً بالجيش السوداني سيكون آخر شخص في العالم يعترف بهذه النتائج حتى لو وجدها ماثلة امامه... ليس لهذا اي معنى الا اذا كنت تريد صياغة ما يتم التوصل اليه بطريقة معينة. يريدون صياغته بأساليب تقلل من الالتزام بالقيام بأكثر مما هو قائم بالفعل». وقالت منظمة العفو الدولية إن المخابرات العسكرية السودانية خلال الفترة التي كان الدابي يرأسها «كانت مسؤولة عن اعتقالات تعسفية وعمليات احتجاز واختفاء قسري وتعذيب وأشكال أخرى من إساءة المعاملة للعديد من الناس في السودان». وأضافت: «قرار الجامعة العربية تكليف فريق بالجيش السوداني ارتكبت في عهده انتهاكات صارخة لحقوق الانسان بالسودان برئاسة بعثة المراقبين يقوض جهود الجامعة حتى الآن ويضع صدقية البعثة محل شك بالغ».