ربما يكون أمام بعثة مراقبة تابعة لجامعة الدول العربية الى سوريا تمثل تدخّلًا عربيًا غير مسبوق في دولة عربية شقيقة مجرد أيام كي تثبت للمتشكّكين أنها يمكن ان تكون شاهدًا له مصداقية على ما اذا كان الرئيس بشار الاسد قد أوقف قمع المحتجين أم لا. ويقول دبلوماسيون عرب ومحللون في المنطقة ان هؤلاء المراقبين الذين بدأوا جولاتهم في سوريا الثلاثاء يمثلون الركيزة الاساسية لخطة السلام العربية التي على دمشق الالتزام بها اذا كانت ترغب في تجنّب وجود ذريعة لتدخّل دولي أوسع نطاقًا. وقال سلمان شيخ مدير مركز بروكينجز الدوحة: على بعثة المراقبة أن تثبت مصداقيتها الآن ومسألة تمكّنها من دخول المناطق خلال اليومين أو الثلاثة القادمة ستبلغنا ما اذا كانت فعّالة بأي شكل من الاشكال. وأضاف: هناك جرعة صحية من التشكّك في هذا الصدد فيما يتعلق بما هم قادرون على تحقيقه. لكن البعض يقول ان المراقبين ربما يتعرّضون للخديعة من السلطات السورية التي من الممكن ان تخلي المدن قبل وصولهم وأن تعيد القوات بمجرد رحيل المراقبين. قال سلمان شيخ مدير مركز بروكينجز الدوحة: على بعثة المراقبة أن تثبت مصداقيتها الآن ومسألة تمكّنها من دخول المناطق خلال اليومين أو الثلاثة القادمة ستبلغنا ما اذا كانت فعّالة بأي شكل من الاشكال. وأضاف: هناك جرعة صحية من التشكّك في هذا الصّدد فيما يتعلق بما هم قادرون على تحقيقه.وعبر وحيد عبد المجيد وهو خبير في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في القاهرة عن خوفه من أن يتحوّل فريق المراقبة الى شاهد زور عن عمد مضيفًا إنه يخشى أن يلقي الفريق باللوم على العنف من الطرفين. وفوجئ كثيرون باختيار الفريق اول الركن محمد احمد مصطفى الدابي رئيسًا لفريق المراقبة وهو سوداني الجنسية ولديه خبرة في الوساطة بين الخرطوم وقوات حفظ السلام في السودان، لكن البعض يتساءل عما اذا كان بامكانه أن يصبح شاهدًا محايدًا نظرًا لخلفيته العسكرية في بلد يعاني من حركات تمرّد وكثيرًا ما يتهم بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان. وقال عبدالمجيد: انه لم يعُد عند الجامعة العربية أي شيء آخر يمكن ان تطرحه واتهمها بالتلكؤ ليس دفاعًا عن النظام السوري لكن لتعطيل التدخُّل الدولي. وهو يرى ان هذا سيحدث في وقت ما. كما أن الموجودين داخل سوريا الذين رأوا الدم يُراق في الوقت الذي تلكأت فيه الدبلوماسية العربية وشاهدوا الدبابات وهي تفتح النار في المناطق السكنية يشكُّون في أن بعثة المراقبة ستحدث تغييرًا في التعامل مع النظام السوري. وقال تامر وهو عامل بناء سوري: لا يمكننا الاعتماد على الجامعة العربية.. ليس لنا سوى الله. نحن نتحمّل هذا منذ عشرة أشهر وهم مستمرون في اعطاء الحكومة مهلة والآن بعثوا مراقبين اخيرًا.. ماذا بعد ذلك.. مزيد من المهل.. حتى نموت جميعًا.. وعلى الرغم من أن منتقدي هذه البعثة ربما كانوا يرغبون في اجراء أسرع وأكثر حسمًا لوقف العنف فان المبادرة العربية هي من بين أول التحوّلات وأكثرها جذرية لجامعة الدول العربية والتي بدأت في ليبيا والتحديات التي تواجه المنطقة خلال انتفاضات الربيع العربي. ونظرًا لهذه الخطوة غير المسبوقة فان البعض في المعارضة السورية مستعدون لمنح بعثة الجامعة الوقت اللازم لاثبات قدرتها على أن تكون شاهدًا محايدًا رغم أنهم يوضحون أنهم ينتظرون أن يظهر التقييم ان القمع الذي تمارسه الحكومة لم ينحسر. وقال ملهم الدروبي من جماعة الاخوان المسلمين وهي جزء من قوة سورية معارضة أوسع نطاقًا انهم ينتظرون لمعرفة ما الذي ستفعله البعثة وانهم يتوقعون أن تتمكّن من كتابة تقرير به العديد من الحقائق لأن الحقائق جلية تمامًا. واستنادًا الى تقارير من داخل سوريا يتوقع الكثير من المحللين ان تكون بعثة المراقبة مقدّمة لتصعيد الملف السوري لجهات خارج نطاق الجامعة. وقال سفير للجامعة العربية لرويترز: ارسال الجامعة مراقبين عربًا الى دولة عربية أمر غير مسبوق.. لذلك علينا أن نساعد المراقبين على أداء عملهم بشكل تام حتى لا نتيح فرصة للتدخّل الاجنبي من دول غير عربية.