من غرائب وعجائب اللاعبين السعوديين المحترفين، زيادة نغمة العروض الخارجية التي باتت أشبه بالظاهرة، فكل من اختلف مع ناديه أو رفضه ناديه أو سجل هدفين في مرمى أحد الفرق الكبيرة، راح يروّج لنفسه بتأليفه تلقي عرضاً خارجياً، ولن يخجل بعضهم أن يقول إنه سيلعب لبرشلونة الأسباني أو لميلان الإيطالي أو للمان يونايتد الانكليزي..! ما أكثر هذه القصص التي نقرأها كل يوم في صحافتنا المحلية، أو نسمعها في قنواتنا الرياضية، بينما الواقع يجسده المثل العامي «كلام الشتاء فاكهة»!، والحقيقة أننا لم نر لاعباً واحداً يحترف احترافاً خارجياً تفتخر به الكرة السعودية، بل على العكس من ذلك، فقد كانت غالبية تجارب من احترفوا شرقاً أو غرباً فاشلة مع مرتبة الشرف..! لكن الأمل يبقى في هذا الجيل الجديد الذي عليه أن يستفيد من تجارب من سبقوه، فالاحتراف في عالم كرة القدم «مهنة»، وهذه المهنة تحتاج إلى المثابرة والتطوير وتحديد الأهداف، ومن دون ذلك لن يحقق أي لاعب طموحه في الاحتراف الخارجي، وليتنا ندرك أن الموهبة لوحدها لن تصنع لاعباً تتوالى عليه العقود، ما لم يدعمها بانضباط، وفكر احترافي..! أما السؤال الكبير الذي لم نجد له إجابة حتى الآن على رغم من عمرنا الاحترافي ، فهو يتلخص في التالي: «ما هي مشكلات اللاعب السعودي، ولماذا هو غير مرغوب في الدوريات العالمية؟» شخصياً لم يعد ليّ ما أقوله، ولن أكرر ما قلته، لكنني أتمنى ممن لديه رأي آخر، أو إجابة شافية أن يوافيني بها بشرط ألاّ تكون مستهلكة ، فقد مللنا الحديث عن أن اللاعب السعودي موهوب وحتى لو اتفقنا على ذلك ، فهل الموهبة لوحدها تكفي لأن تكون جواز السفر الوحيد إلى أوروبا..؟ لنكن موضوعيين، ونتحدث بالعقل لا بالعاطفة ، فاللاعب السعودي لا يصلح للاحتراف الخارجي، لأنه باختصار، ومن الآخر لا يعرف معنى الاحتراف إلاّ عند توقيع العقد، أو تأخر الرواتب الشهرية، بينما الاحتراف الحقيقي، هو أكبر من ذلك، وتلك هي الحقيقة التي لم يعرفها الكثير من اللاعبين السعوديين المحترفين..! ربما كان للبيئة التي ينشأ فيها اللاعب دور، وربما كان للتحصيل العلمي المتدني دور، وربما كان للشهرة والأضواء والفلاشات دور، وقد يكون لنظام الاحتراف وسهولة الدخول إليه دور أيضاً، وكل واحد من هذه العوامل يكفي لجعل فكرة الاحتراف الخارجي غير ممكنة..! الأمر الآخر الذي لا أجد إجابة له، هو كيف تقحم بعض الأندية نفسها في تعاقدات مع لاعبين أجانب، وهي لا تملك رعاة، وليس لديها من المال ما يجعلها تقدم مكافآت فوز للاعبيها المحليين، وأكبر مثال على ذلك فريق نجران الذي أحضر أربعة محترفين غير سعوديين، وعجز عن تسليمهم رواتبهم..! وفي ظني أن لجنة الاحتراف تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية لموافقتها على تسجيل اللاعبين في ظل عدم وجود ضمانات، والجزء الآخر تتحمله هيئة دوري المحترفين لتركها الأندية تغرق، وهي تتفرج من دون إيجاد حلول، ولو بإعطاء هذه الأندية «منحة» عاجلة تسدّد من حقوق النقل التلفزيوني. [email protected]