منذ أكثر من 15 عاماً، ونحن نردد السؤال التالي: «متى سيحترف اللاعب السعودي خارجياً وخارجياً هذه التي نتحدث عنها، هي أوروبا؟»، وبعد 15 عاماً أخرى، سيبقى السؤال قائماً: «متى سيحترف اللاعب السعودي خارجياً؟». الحقيقة التي نعرفها ولا نريد أن نعترف بها، أن اللاعب السعودي لن يحترف في أوروبا إلا من خلال الطرق التي تعرفونها جيداً! لدينا أمثلة لاحتراف بعض اللاعبين السعوديين في أندية أوروبية، ولكنها تجربة مخجلة ومحزنة، ولا تليق ب«بلد» وصل إلى نهائيات كأس العالم أربع مرات، ألم نسأل أنفسنا من هو أفضل لاعب سعودي؟ وإذا عرفناه، فلماذا لم يحترف في أوروبا؟ ألم يشاهده مدربو الأندية في أوروبا؟ ألم يشاهده الكشافون؟ ألم يدربه مدربون عالميون؟ وبصريح العبارة، فليس هناك لاعب سعودي يستطيع اللعب في أوروبا، ومن كان يستطيع فالطريق أمامه ممهدة، ولن يمنعه أحد. تكفون أيها اللاعبون.. تكفون يا وكلاء اللاعبين ارحمونا من هذه الأخبار غير الصادقة التي نسمعها في كل وقت، التي لا تتعدى هدف الترويج للاعب. إن هذا الجيل الذي نتابعه اليوم، هو جيل لا يعرف معنى الاحتراف الحقيقي، وكل الذي يعرفه هو بكم سيوقع عقده الجديد، وأين سيقضي السهرة هذه الليلة؟ ما الذي جعل الحارس العماني علي الحبسي يحترف في الدوري الانكليزي، ويتمكن من أن يكون الحارس الأول لفريق ويغان؟ اقرأوا إجابة اللاعب بنفسه في حواره مع صحيفة «الوطن»، إذ يقول الحبسي: «طبيعي أن يواجه الإنسان صعوبات في أية مرحلة جديدة يمر بها، وأحمد المولى على توفيقه بأني تمكنت من المواصلة لإثبات وجودي، والأهم من ذلك أنني صبرت كثيراً حتى أصل إلى هدفي ولم يتسرب إلى الملل، وواصلت العمل بالتدريبات وتطبيق ما يطلبه مني المدرب وانتظرت فرصة المشاركة التي ما أن حصلت عليها حتى تمسكت بها بقوة وحققت النجاح بتوفيق من الله». دققوا في السؤال التالي، وركزوا في إجابة الحبسي: «هل تنوي الاستمرار مع ويغان طوال فترة عقدك الحالي أم أن هناك وجهة جديدة لك في أوروبا؟ فأجاب: أنا من عشاق الدوري الإنكليزي لأنه الأميز والأقوى حالياً، وكل لاعب يتمنى أن يلعب للأندية الكبيرة وهذا طموحي، ولو جاءت الفرصة لن أتردد كثيراً في حال تلقيت عرضاً من ناد كبير له ثقله ووزنه في الدوري الإسباني أو الإيطالي». ويضيف: «الحلم الذي يراودني كثيراً هذه الأيام وطال انتظاره هو المشاركة في دوري أبطال أوروبا، لأنني سبق وأن شاركت في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي، وتبقى لي دوري الأبطال الأوروبي، وأمامي سنوات قادمة لتحقيق ذلك بالتركيز والاجتهاد وبذل مزيد من الجهد». هل عرفتم الآن الفرق بين الطموحات ذات الأهداف الكبيرة، وبين الأمنيات؟ وهل اقتنعتم الآن أن لاعبينا لن يتعدى احترافهم دول مجلس التعاون، وهذا يعني أنهم يغادرون الدوري الأفضل إلى دوري أقل! فالحمد لله أن اللاعب السعودي تحقق حلمه أخيراً بالاحتراف الخارجي. تحويلة الكذب، كرة ثلجية تزداد حجماً كلما دحرجتها. [email protected]