ليت فريق الوحدة لم يصعد إلى دوري «زين»، وليت محبي هذا النادي لم يشهدوا ما قدمه هذا الفريق «المكي»، الذي لعب بمستوى «هزيل» ليدخل الخوف الى نفوسهم، والضيق الى صدورهم، والقلق الى رؤوسهم من مستقبل ناديهم. وبعد هزائم الوحدة في بداية مشوار الدوري، عاد الوحداويون ليتمنوا لو أنهم لم يشجعوا هذا النادي، ولم يتعلقوا به حباً، ولم يشغفوا به هياماً عبر سنين العمر، ولكن «لو» تفتح عمل الشيطان، ليبقى الوحداويون في مكانهم معذبين بعشقهم لهذا النادي العريق، إذ لا ينفع الندم بعد فوات الزمن. وبين شيطان «لو» وعذاب «العشق» تنسكب دموع «محبي» الوحدة الذين أضاعوا عمرهم في ما لا يبهج، وضلوا طريق الفرح والاحتفال، الذي أستدل عليه جيرانهم في جدة، محبو الاتحاد والأهلي. ليبقي «الألم» و«الحسرة»، والكثير من «الندم»، ملازمين أبداً لمشجعي الوحدة الذين يردد لسان حالهم شطر بيت «خالد الفيصل» الشهير: كل ما قلت هانت جد علمٍ جديد. تداعت في ذهني «مأساوية» الموقف الذي يعيشه محبو نادي الوحدة، وأنا أقرأ يوم أمس بهذه الصحيفة تقرير الزميل فارس العتيبي عن نادي الوحدة بعنوان معبر: «الوحدة يدخل أزمة السيولة... وكامل يتخلى عن وعوده!» وقد أحسن الزميل العتيبي في وصف حال نادي الوحدة في تقريره الذي لامس الكثير من مكامن الخلل في نادي «مكة» الذي أصبح يئن ويرزح تحت وطأة الأزمة المالية، والوعود الوهمية، والتخبط الإداري في ظل تغييب متعمد لهيئة أعضاء الشرف، التي تم استبعادها من أجل تصفية حسابات مع رئيسها السابق من دون النظر الى مصلحة النادي. ولخص التقرير مشكلات الوحدة التي من أبرزها: «الأزمة المالية، وضعف موارد النادي، وعزوف أعضاء اللجنة العليا لتطوير النادي عن الدفع، وتخلي رئيسها الذي تفاءلنا به كثيراً عن وعوده، الاحتفاظ بالمدرب المصري بشير عبدالصمد المتخصص في الإعداد والفئات السنية، جلب محترفين أجانب اثنين فقط، ومن دون المستوى هما السوداني «بشة» والمالي «سيكو»، والتعاقد مع لاعبين محليين غير مقنعين، في مقابل التفريط في نجمي النادي إبراهيم الزبيدي وسلمان الصبياني، وتسريح لاعبي الخبرة دفعة واحدة». وأزيد على هذه الأسباب التي ذكرها التقرير: «الغياب الإداري لأعضاء مجلس إدارة الرئيس داود الذين تمنعهم أعمارهم، وأوضاعهم الصحية، ومشاغلهم عن الحضور والمتابعة، ليعاني النادي من «الفراغ الإداري»، وتهميش أعضاء الشرف، وعدم الاستماع لآراء جماهير النادي ومحبيه، وغياب الاستثمار الخاص بالنادي، وغياب الرعاة الداعمين. وللأسف أن تأهل الوحدة الى دوري «زين» جاء بضربة «حظ»، ولم تكن مستويات الفريق تؤهله للعب بين الكبار، وقد جاءت أفراح محبي النادي الموقتة لتغطي على الأخطاء الإدارية الفادحة في الفريق، والمستويات الفنية الهابطة التي كان يقدمها الفريق الأحمر، في ظل تخبطات جهاز فني غير محترف. وبعد التأهل غير المستحق انكشف مستوى الفريق الأول في «زين»، وتلقى هزائم من هجر والشعلة، ولا أدري ماذا سيفعل مع الشباب والأهلي والاتحاد والهلال؟! والآن تبقى المصارحة واجب علينا جميعاً فنادي «مكةالمكرمة» ليس مغامرة، أو تسلية، أو لعبة، أو نزوة، أو «وظيفة» لكل من هو عاطل إدارياً ورياضياً. لذلك أقول نيابة عن جماهير الوحدة لإدارة النادي التي نحترم ونقدر كل من فيها: إما التعديل والنجاح، والعمل الجاد، والدعم، وإما الرحيل، وفسح المجال لدماء جديدة تسير النادي «المكي». وكفى ظلماً للوحدة وجماهيرها الوفية. [email protected] @hishamkaaki