لندن - «الحياة» - شكك معارضون سوريون في التفجيرين الذين هزّا دمشق أمس، وأديا بحسب السلطات إلى مقتل نحو 40 شخصاً. وقال عمر إدلبي، عضو «المجلس الوطني السوري» إن الانفجارات «غامضة جداً لأنها وقعت في مناطق تخضع لحراسة مشددة يصعب اختراقها من قبل سيارة». وتابع المعارض السوري ان «وجود فريق مراقبين الجامعة العربية دفع النظام لإعطاء هذه القصة من اجل تخويف اللجنة من التحرك حول سورية». وأفاد إدلبي، من دون ان يتهم النظام السوري صراحة بالتورط في تنفيذ الهجمات: «الرسالة الثانية هي جعل الجامعة العربية والرأي العام الدولي يعتقدون أن سورية تتعرض لأعمال الإرهاب من قبل أعضاء تنظيم القاعدة». وأفاد بيان ل «المجلس الوطني السوري»، ان «النظام يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرات الإجرامية في دمشق»، مشيرا إلى أنها «خطوة تعبر عن سلوك النظام السوري وتفكيره». وأكد البيان أن التفجيرين «حدثا في وقت متقارب، تزامناً مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها في حق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سورية». وأوضح أن ما حدث جاء أيضاً مقترناً بإجراءات بدأها النظام منذ أيام عدة «إذ عمل على نقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم». واعتبر المجلس الوطني «الشهداء الذين سقطوا أمس جزءاً من ثمن الحرية الذي يدفعه السوريون للتخلص من نظام الاستبداد»، وشدد على أن الذين ارتكبوا تلك الأعمال سيحاسبون أمام العدالة. غير انه حذر من أن مسؤولي النظام «يخططون لارتكاب مزيد من عمليات التفجير في سورية بهدف إشاعة أجواء من الرعب والفوضى، ومنع المراقبين العرب من الوصول إلى الحقائق التي باتت معروفة لدى الرأي العام في سورية وفي العالم أجمع». ورفضت الكاتبة والناشطة عضو المجلس الوطني السوري لينا الطيبي، اتهامَ أي جهة بهذه التفجيرات سوى النظام السوري ومخابراته. وقالت ل «الحياة»: «إن هناك أسبابا تدفعه لهذا، أولها قدوم طليعة أعضاء الوفد العربي إلى دمشق ومحاولة الإيحاء لهم بأن هذا عمل العصابات المسلحة، وثانيها محاولة ردع المتظاهرين وإخافتهم من النزول إلى الشوارع للتظاهر السلمي». وأشارت إلى ما رددته الفضائيات الرسمية السورية وغير الرسمية عن دخول عناصر من القاعدة عبر لبنان منذ ثلاثة إلى أربعة أيام، ما يدل على إعداد مخابراتي مسبق لعملية التفجير. وقالت: «إن إثارة البلبلة والحيرة حول المسؤولين عن التفجيرات مخطط لها أيضاً، كونَ المستهدَف مركز حيوي بالنسبة إلى النظام السوري، حتى يبدو كضحية ويقسِّم الآراء، لأن البعض قد يتساءل لماذا يقوم النظام بتفجير نفسه». ولاحظت الطيبي أن الفضائية السورية الرسمية كانت هناك بعد عشر دقائق من التفجير، فيما تواجدت سيارات الإسعاف قبل التفجير، ما يذكِّر الكافة بما جرى في الجولان في يوم الأرض حيث سبقت الفضائيات والإسعاف المتظاهرين». فيما أشار «المكتب الاعلامي للثورة السورية» في بيان ، إلى أن التفجيرين يؤشران إلى ان النظام السوري «بيَّتَ النية على اغتيال أعضاء بعثة المراقبين العرب التي توافدت طلائعها على دمشق». وعدد المكتب الاعلامي في بيانه الاسباب التي يرى انها تشير لوقوف النظام السوري وراء الهجوم، ومن بينها بحسب ما ذكر: صعوبة وصول سيارات مفخخة إلى المقار الأمنية المهمة بدمشق، توجيه اصابع الاتهام «بعد دقائق» من الهجمات إلى تنظيم «القاعدة». وقال المنسق العام لتنسيقية أبناء الجالية السورية في مصر محمد مأمون الحمصي، إن النظام السوري يخلط الأوراق. ولاحظ الحمصي أيضا توصل المخابرات السورية لتنظيم القاعدة كمسؤول عن العملية بعد 20 دقيقة من حدوثها. وكانت مواقع المعارضة السورية، ومن بينها موقع «اوغاريت» و «شام نيوز» و «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية»، قد شككت بدورها في الراوية الرسمية، وتحدثت عن معلومات مخالفة. وافاد موقع «اوغاريت» نقلاً عن احد الشهود، انه في «اتصال مع أحد العناصر في إدارة المخابرات العامة في دمشق، أكد لنا أن الإدارة فرضت عليهم عدم التواجد اليوم صباحاً بالقرب من موقع الانفجار قبل حدوثه». مكرراً ان «ضحايا الانفجار هم من السجناء الذين أفرج عنهم هذا اليوم ليكونوا ضحايا للانفجار، وليتم تصوير الانفجار على أنه استهدف المدنيين».