خفتت أصوات المتظاهرين أمام انفجارين استهدفا مقرين أمنيين وسط العاصمة السورية دمشق أمس، في وقت وصلت فيه طلائع بعثة المراقبين التابعين لجامعة الدول العربية. ووقع التفجيران في حي كفر سوسة حيث حاولت سيارة مفخخة اقتحام مقر جهاز أمن الدولة بينما انفجرت سيارة مفخخة أخرى أمام مبنى المخابرات في الحي نفسه. واستغل النظام السوري الانفجارين لإظهار نفسه في موقف الضحية، معلنا أن تنظيم القاعدة يقف وراءهما. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أن حصيلة ضحايا الانفجارين بلغت 44 قتيلا و166 جريحا، في حين كانت أفادت حصيلة سابقة بسقوط 30 قتيلا. وأضاف مقدسي أن التفجيرين يحملان طبيعة التفجيرات التي ينفذها تنظيم القاعدة، مشيرا إلى أن وزارة الدفاع اللبنانية حذرت الجهات السورية قبل يومين من أن مجموعة من عناصر القاعدة تسللت عبر بلدة عرسال اللبنانية إلى سورية. وعرض التلفزيون السوري الرسمي لقطات لأشخاص ينقلون جثثا متفحمة أو بترت أطرافها بينما تغطي الدماء والأنقاض الأرض. وفي المقابل اتهم المجلس الوطني السوري المعارض نظام بشار الأسد بتدبير الانفجارين. وذكر المجلس في بيان نشره على موقعه الالكتروني «إن النظام السوري وحده يتحمل المسؤولية المباشرة عن التفجيرين الإرهابيين مع أجهزته الأمنية الدموية التي أرادت أن توجه رسالة تحذير للمراقبين (العرب) بعدم الاقتراب من المقرات الأمنية وأخرى للعالم بأن النظام يواجه خطرا خارجيا وليس ثورة شعبية تطالب بالحرية والكرامة». وأضاف البيان «إن التفجيرين اللذين حدثا في وقت متقارب، تزامنا مع بدء وصول المراقبين العرب للكشف عن جرائم النظام وعمليات القتل التي يقوم بها بحق المدنيين والمتظاهرين السلميين في سوريا». كما اتهم المجلس الوطني النظام بنقل آلاف المعتقلين إلى مقرات عسكرية محصنة، وتحذير الأطباء والعاملين في المشافي من الإدلاء بأي تصريحات للمراقبين العرب، ومحاولة إخفاء أي آثار تدل على حدوث عمليات قتل أو تعذيب أو مقابر جماعية يتم فيها إخفاء الذين يتم قتلهم على أيدي زبانية النظام». وفي هذه الأثناء تواصلت المظاهرات المناوئة للنظام في عدة مدن سورية أمس في جمعة أطلق عليها الناشطون اسم «جمعة بروتوكول الموت» في إشارة إلى بروتوكول نشر المراقبين العرب في البلاد. وتحدث المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 15 مدنيا برصاص قوات النظام، منهم ثمانية في حمص، اثنان في حماة وواحد في دوما بضواحي دمشق.