تابعت «عكاظ» قصة التفجيرات التي استهدفت مقرين أمنيين أمس الأول في دمشق، وخلصت من مصادر سورية محلية، إلى أن المخابرات السورية جلبت حثث مجزرة كفر عويد التي ارتكبها الجيش في إدلب الأربعاء الماضي إلى مسرح الجريمة، وحتى هذه اللحظة لا أحد يعلم أين ذهبت جثث هذه المجزرة، وفي ذات الوقت أخلت المباني من الموظفين ونفذت عملية التفجير، وسارعت إلى إظهار التفجير عبر شاشة التلفزيون الرسمي على غير العادة، في مثل هذه الأحداث. ويرى عضو المجلس الوطني عمر إدلبي، في تصريح ل «عكاظ» أن التفجيرات «مريبة جدا لأنها وقعت في مواقع تتمتع بحراسة مشددة يصعب على السيارات دخولها». كما أن التوقيت يثير الشكوك، خصوصا أن يوم الجمعة تخلو هذه المنطقة من المارة، لذا من السهولة مراقبة أي سيارة تدخل. أما المعارض السوري محمد العبدالله المقيم في واشنطن قال في تصريح ل «عكاظ» إن هذه التفجيرات فبركة واضحة من النظام السوري، وأن المخابرات السورية وخصوصا العسكرية هي من دبرتها والهدف هذه اللعبة المكشوفة. خلط الأوراق وهي السياسة المعتمدة لدى النظام، فهي ربطت بين المظاهرات والفوضى، وعمدت إلى تخويف اللجنة العربية أمنيا، ولعبت على شماعة القاعدة. لكن ثمة أخطاء واضحة ارتكبها النظام تشير إلى فبركته، منها الإسراع في اتهام القاعدة فور وقوع التفجير الأمر الذي يعكس التحضير المسبق للاتهام قبل إجراء أي تحقيق في يوم عطلة رسمية. والخطأ الثاني الإعلان عن إلقاء القبض على أحد المتورطين فيما قال التلفزيون الرسمي أنه تفجير انتحاري، فهل من المقبول أن يكون مرتكب الجريمة في نفس المكان. زد على ذلك، أن السوريين كلهم يدركون صعوبة اختراق هذا المربع الأمني، إذ لا يمكن لأحد دخولها بدون تفتيش فكيف جرى دخول سيارة مفخخة تحتاج إلى كمية كبيرة من المتفجرات. والسؤال هل نجحت دمشق في فرض واقع جديد على الجامعة العربية، بعد التفجيرات التي استهدفت مقرين أمنيين في العاصمة دمشق لتبدو وكأنها الضحية، وهل تنطلي هذه الفبركة على خبراء عسكريين وأمنيين في لجنة المراقبة العربية. خصوصا أن وزير الخارجية وليد المعلم قال في آخر مؤتمر صحافي إن المراقبين سيرون بأنفسم المجموعات المسلحة، وربما هذا الانفجار ما كان ينتظر المراقبين.