أثارت أخيراً صور إنشاء مبنى نادي حائل الأدبي، والذي تبرع بقيمته الدكتور ناصر الرشيد، والبالغة 23.5 مليون، ردود فعل واسعة من مهتمين ومثقفين وأدباء من منطقة حائل وخارجها، وذلك عندما رأوا مراحل تجهيز المبنى وعدم تناسبه مع المبلغ المحدد لإنجازه، وكذلك عدم توافقه وطبيعة نشاط أي نادي أدبي في المملكة، إضافة إلى هيئته الهندسية لما ظهر على مواده الإنشائية المكونة من «الزنك» أو ال«شينكو»، كما ظهرت في الصور التي تم تناقلها في مواقع التواصل الاجتماعي قبل يومين. وأبدى العديد من المثقفين استياءهم الكبير مما يحدث في مقابل الدعم السخي - بحسب تعبيرهم - من «إنسان نبيل لم يتوانَ في التبرع بمبلغ يفوق موازنة النادي». فمن جهته، قال الكاتب سعود البلوي: «أستطيع القول إن إدارة النادي الحالية خسرت مثقفي المنطقة نتيجة تخبطاتها في إدارة العمل الثقافي، وسعيها إلى محاولة طمس هوية النادي وجهود إداراته السابقة، لاسيما أن العمل الثقافي مرتبط بإنتاج ونشر الثقافة، ومرتبط أيضاً بالمثقفين الذين أنشئت من أجلهم هذه المؤسسات، التي تشرف عليها وزارة الثقافة والإعلام»، وأضاف: «إلا أن الأحادية كانت سمة هذه الإدارة، وهذا ما جعل مثقفي المنطقة لا يعرفون حقيقة ما يدور في النادي نتيجة الصمت العميق من جهة والإقصاء من جهة ثانية، وتسطيح الثقافة من جهة ثالثة. مشيراً إلى أن ما ذكُر أخيراً في «تويتر» عن عدم توافق موازنة مقر النادي مع مواده الإنشائية، بعد دعم كبير من أحد أعيان المنطقة لإنشاء مقر للنادي، فإن هذا الأمر يحتاج إلى الشفافية والإيضاح لا إلى الصمت، فالثقافة والمشاريع الثقافية ليست ملكية خاصة، بل هي مستقبل جيل ووطن، وعلى الجميع أن يعوا هذه الحقيقة التي يجب ألا تسقط من حسبان أحد». وكان شقيق مقدم التبرع عبدالعزيز الرشيد نشر عبر حسابه في «تويتر» تغريدات متتالية حول المبنى، وهو في طور الإنشاء، قال في إحداها: «نادي حائل الأدبي؟ هذا الهنغر المظلة يعني ب23 مليوناً؟ اضحكوا معي. ستأتيكم الفضائح بهذا الخصوص تباعاً إذا مارد أحد؟»، ثم وثق ما أورده بالصور التي تنشرها «الحياة» اليوم، وعلّق على تغريداته عشرات المتابعين، من الكتّاب والإعلاميين، فمنهم شتيوي الغيثي الذي غرد قائلاً: «نادي حائل الأدبي يمارس الصمت على رغم كل ما تم من نقد تجاههم في الصحف.. الصمت ليس حلاً، بل يغضبون إن نقدهم أحد»، وغرّد الإعلامي نايف كريري: «كل الأندية الأدبية تمارس هذا الدور، وربما هو توجيه وزاري لهم، على رغم أن وزيرهم يصرّ على وجود متحدث إعلامي لكل مؤسسة، وربما هرب من الواقع»، بينما الصحافية خلفة الشمري غردت تقول: «ولا تؤتوا السفهاء أموالكم..» في إشارة إلى إدارة النادي التي لم تقدر ما وصلها من أموال خاصة. وقال عبدالعزيز الرشيد ل«الحياة»: «أنا أتحدث بصفتي الشخصية، إنه لشيء مؤسف ما رأيته، هذا الهنغر المظلة شغل 23 مليون ريال»، وأضاف «نشرت عدداً من الصور والتغريدات في حسابي على «تويتر»، ولمن يدعي أن الصور قديمة في النادي الأدبي بحائل هذه الصور قبل صلاة المغرب اليوم - مساء الجمعة -. إن هذا الشكل مخزي لنادي حائل»، وطالب بتعليق من أدباء حائل، أو «ممن لهم صلة من قريب أو بعيد بالأدب على الصور، فالمقاول لا شأن له، فهو يقوم بتنفيذ ما يطلب منه فقط، وسبق له أن نفّذ مركز المعاقين الذي تبرّع به أخي ناصر أيضاً وعلى أكمل وجه، وليس بهذا الشكل على هيئة هناغر وأسقف مخزية»، مضيفاً أنهم سينتظرون ما ستؤول إليه الأمور، كاشفاً أن المبلغ الذي دفع للنادي تم التبرع به لإنشاء مقر للنادي الأدبي، وجمعية الثقافة والفنون في حائل «لكن القائمين على النادي أبعدوا جمعية الثقافة. لماذا؟ ما زلت أنتظر رأي الذين عودونا بالتغريد عن كل تقصير أو تعثر لأي مشروع في حائل! سكوتهم وعدم إبداء رأيهم شيء مخجل ومحزن. ومن جانب آخر، اتهم عضو الجمعية العمومية لنادي حائل الأدبي عمر الفوزان، القائمين على النادي بالحصول على عمولة سعي 10 في المئة من المبلغ الذي تبرع به رجل الأعمال الرشيد لإنشاء مقر النادي، مما يعني حصول أولئك الأعضاء على مبلغ مليونين و350 ألف ريال. وقال الفوزان ل«الحياة»: «أحمّل وزارة الثقافة ما يحدث، فهي لم تأمر بلجان للتحقيق في مبنى النادي، بداية من السمسرة ونهاية بمراحل البناء»، وأضاف: «مبنى هزيل متهالك عبارة عن صنادق كيف يكون لمستقبل الأجيال القادمة من دون تخطيط؟ على رغم من أن استغلال المكان عملية هدر للمال العام غير صحيحة، فهناك 10 ملايين من غير موازنة النادي ستؤدي إلى إفلاسه. نلمس هنا عشوائية وبرامج ليست لها صلة بالثقافة والأدب والفكر، فضلاً عن إقصاء الأدباء والمثقفين في المنطقة ما سبب عزوفاً للمثقفين عن النادي»، وفي نهاية حديثه طالب الفوزان بفتح تحقيق شامل وتكوين لجنة مستقلة من الوزارة. وكانت «الحياة» حاولت الاتصال مراراً بعدد من أعضاء النادي للوقوف على رأيهم، وكذلك رئيس النادي الأدبي في حائل نايف المهيلب، ولكن لم تتلق رداً، وهو الحال منذ أشهر في عدم الرد على وسائل الإعلام كافة لتقصي الحقائق، وكشف ما يُثار بين حين وآخر عن النادي.