بكين، سيول - رويترز - قال مصدر له علاقات وثيقة ببيونغيانغ وبكين إنه سيتعين على الزعيم الجديد الشاب لكوريا الشمالية كيم جونغ أون تقاسم السلطة مع أحد أعمامه والجيش بعد وفاة والده كيم جونغ ايل، في الوقت الذي تتحول هذه البلاد المنعزلة من نظام شمولي يقوم على حكم الفرد إلى حكم للأقلية. وأضاف المصدر المطلع أن الجيش الذي يسعى إلى امتلاك ترسانة نووية أقسم قادته بالولاء لكيم جونغ أون الذي لم يختبر بعد والذي تولى الآن قيادة أسرة حكمت البلاد منذ تأسسها بعد الحرب العالمية الثانية. وقال المصدر أيضاً إن بكين أخطرت بوفاة كيم فقط في وقت مبكر من يوم الاثنين وهو اليوم الذي أذاع فيه التلفزيون الحكومي لكوريا الشمالية نبأ الوفاة التي حصلت السبت. وأضاف المصدر أن الوضع في كوريا الشمالية بدا مستقراً بعدما أعلن الجيش مساندته لابن كيم وخليفته كيم جونغ أون. واستبعد قيام انقلاب عسكري، لكنه توقع مع عدم وجود شخصية قوية تتولى قيادة الجيش ستحكم كوريا الشمالية قيادة جماعية تضم كيم جونغ أون وعمه والجيش. وقال المصدر أيضاً إن كوريا الشمالية أجرت تجربة لإطلاق صاروخ يوم الاثنين الماضي، لتحذير الولاياتالمتحدة من اتخاذ أي خطوات ضدها. وأعلنت بيونغيانغ إنها لا تعتزم إجراء المزيد من التجارب فوراً إلا في حال تصاعد التوترات. قلق صيني وعلى رغم علاقات التحالف مع كوريا الشمالية، يساور الصين قلق من احتمال حدوث اضطرابات على حدودها الشمالية الشرقية. وتضغط الصين على كوريا الشمالية لنزع سلاحها النووي وهي مستعدة للإقدام على هذه الخطوة بشرط توقيع كوريا الشمالية والجنوبية والولاياتالمتحدة والصين على هدنة بدلاً من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الكوريتين عام 1953. وظلت الكوريتان منقسمتين لعشرات السنين وما زالتا في حالة حرب من الناحية النظرية منذ الحرب الكورية التي دارت من عام 1950 إلى عام 1953 وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار من دون التوصل إلى اتفاق سلام. ودعمت الولاياتالمتحدة كوريا الجنوبية في حين دعمت الصين كوريا الشمالية في ذلك الصراع. وقال المصدر إن بيونغيانغ مقتنعة بأن هناك أسلحة نووية أميركية في كوريا الجنوبية وتطالب بسحبها. ونقلت وسائل الإعلام في كوريا الجنوبية عن أجهزة الاستخبارات في سيول توقعها بأن تمسك قيادة انتقالية زمام الأمور في الشطر الشمالي، إلى حين يصبح كيم جونغ أون قادراً على الإمساك بالسلطة بمفرده. حض الشماليين على الثورة وغامرت كوريا الجنوبية بإغضاب جارتها الشمالية أمس، إذ بعد أربعة أيام فقط من وفاة الزعيم الكوري الشمالي، سمحت لناشطين ومعارضين كوريين شماليين بإطلاق بالونات تحمل 200 ألف منشور ينتقد النظام. وتجمع 40 شخصاً على أطراف مدينة باجو التي تبعد 3 كيلومترات عن الحدود المشتركة الشديدة التسليح، وأطلقوا عشرة بالونات ضخمة تحمل رسائل تحض الكوريين الشماليين على الثورة ضد الزعيم الجديد كيم جونغ أون. ورددوا وهم يطلقون البالونات: «نرحب بموت كيم جونغ ايل». وهددت كوريا الشمالية في الماضي بالانتقام من إطلاق البالونات وتراجعت الحكومة في سيول هذا الأسبوع عن خطط لإضاءة أبراج عيد الميلاد القريبة من الحدود بعدما هددت بيونغيانغ بأنها قد تضرب الجنوب إذا أضيئت تلك الأبراج.