الخبر يتعلق بعودة مدافع فريق النصر، الجزائري يحيى عنتر، إلى الدوري الفرنسي، كما ان هناك أنباء بعودته الى ناديه السابق الألماني بوخوم، مع اتفاق الغالبية بأن اللاعب الجزائري عنتر فشل في تجربته مع النصر، وفنياً ومنطقياً النصر ليس أفضل من موناكو الفرنسي او بوخوم الألماني، وعلى رغم ان النادي الألماني يتذيل الدوري هناك، وهذا أمر يجب فيه تحليل هذه الظاهرة، لماذا يكون اللاعب مطلوباً على مستوى القارة الأوروبية ويفشل في المنافسات السعودية، وسبق للنصر بأن مر على تجارب مماثلة، لنأخذ مثلاً اللاعب الروماني زورافان، فعلى رغم ان اللاعب مثل النصر من دون ان يحوز على الرضى، كان يمثل منتخب رومانيا كلاعب أساسي في الوقت نفسه، والفرق هنا واضح بين مستوى النصر ومستوى منتخب رومانيا..إذاً ما هي المشكلة. والمشكلة تبرز بوضوح بأن الاختيار يتم فقط على مستوى اللاعب او تاريخه، ومن دون مراعاة ما يتطلبه اللاعب من أمور أخرى تدخل في نوعية اللاعب النفسية، فاللاعب الناجح والبارز في ناد شهير قد لا ينجح في النادي المحلي لأسباب كثيرة، منها مثلاً عدم انسجام اللاعب في الأجواء المحيطة به، وكيفية تعامل إدارة النادي معه، أضف الى ذلك مسألة الرواتب التي يقال عنها إنها تتأخر أشهراً عدة، وأيضاً تعامل المدربين مع اللاعب الأجنبي، كل هذه الأمور تؤثر سلباً في مستوى اللاعب ثم يكون مصيره هو الفشل وعدم تقديم المستوى الذي يطالب به قبل قدومه للنادي. بيمنا هناك لاعبون نجحوا بامتياز مع أندية محلية وجُددت عقودهم لسنوات وما زال البعض منهم موجوداً، فعندما يستغني عنهم ناد يفضلون التعاقد مع ناد محلي آخر، وهذا ما يفسر الحالات المتناقضة في الأندية السعودية، وغالبية اللاعبين إن لم يكن جميعهم لا يأتون إلا بمبالغ طائلة، وبحث ومفاوضات ومناقشات طويلة، وعندما تحين ساعة الصفر تتفاجأ الجماهير بأن ناديهم وقع في مطب وشرب مقلب لا يمكن تجاوزه إلا بدفع مبالغ أخرى لتخلص من اللاعب ومحاولة بحث عن لاعب، وهكذا تدور عجلة الاختيار من جديد وتفوت على النادي فرص كثيرة. ونضيف الى ذلك أن مسالة اختيار اللاعبين الاجانب صارت صعبة فلم يعد الوقت يسمح الآن بإخضاع اللاعب للتجربة وليست التجربة بل حتى التجربة النفسية، فاللاعب اما يكون مرتبطاً مع ناديه ولن يحضر حتى يتم التوقيع المبدئي الملزم ما عدا بعض الشروط البسيطة مثل الكشف الطبي التي يجب على اللاعب النجاح فيها لكي تتم الصفقة. أعود للنصر تحديداً الذي منذ مواسم عدة لم يوفق في اختيار اللاعبين من الخارج للأسباب آنفة الذكر، فالموضوع اصبح خارج نطاق السيطرة، على رغم كل الاجتهادات التي يقوم بها مسؤولو النصر، واليوم أصبح النصر مطالباً عند جماهير بإحضار أربعة لاعبين دفعة واحدة او على الأقل ثلاثة، اما كيف فإنها لحظة اختيار صعبة للغاية فسنعرف قريباً كيف سيكون اثر التغيير الجذري في بعض المناصب في النادي. [email protected]